محمد نزالتضاربت الروايات بشأن الجهة المسؤولة عن مقتل المواطن علي زعيتر. توفي علي أول من أمس متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال تبادل لإطلاق النار، أثناء عملية الدهم التي قامت بها القوى الأمنية على تخوم مخيم برج البراجنة، التي تمكنت خلالها من توقيف عشرة من المشتبه فيهم بتجارة المخدرات. وفيما تضاربت المعلومات عن الجهة التي أطلقت النار على علي، نفى مسؤول في اللجنة الأمنية الفلسطينية في مخيم برج البراجنة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام لجهة تحميل «الكفاح المسلح» مسؤولية إطلاق النار الذي أدّى إلى وفاة زعيتر، كما نفى أن يكون أيّ أحد من المخيم قد أطلق النار، حيث «اقتصرت الإجراءات من قبلنا على الحضور عند حدود المخيم لتوفير الحماية لسكانه، فقط لا غير»، مؤكداً حصول تنسيق أمني بين اللجنة الأمنية والقوى الأمنية اللبنانية بطريقة اعتيادية، ولكن «في النهاية، فإن دورية قوى الأمن الداخلي هي التي قامت بعملية الدهم، ونحن لا نتدخل في ذلك». من جهة أخرى، أكّد مسؤول أمني رفيع في قوى الأمن الداخلي أن «إطلاق النار في اتجاه زعيتر جاء من جهة الكفاح المسلح»، معززاً تأكيده بتسمية الفصيل الذي أطلق النار، ومضيفاً «إن القتيل كان يحاول الهروب بواسطة دراجة نارية برفقة اثنين من المطلوبين للعدالة، كما بيّنت التحقيقات الأولية حيازته سلاحاً حربياً وكمية من المخدرات».
تفاعلت قضية وفاة زعيتر لدى عائلته والأقارب، فقاموا مساء أول من أمس بالتجمع عند طريق المطار وقطعوا الطريق. تدخلت على الفور قوة من الجيش اللبناني وأعادت فتحها. تبدو علامات الانفعال جلية على الوالد، فيحمّل المسؤولية للدولة وللقوى الأمنية، قائلاً «ولدي كان موجوداً في المنطقة صدفة، وهو غير مطلوب بأي تهمة». ويضيف رشيد زعيتر، والد الفقيد، الذي خدم 27 عاماً في الجيش اللبناني، «دق الماي هي ماي، هذه حالتنا مع الدولة. قتلنا أصبح وظيفة لهم على ما يبدو، فتركوه على الأرض ينزف حتى مات. وعلى كل حال، نحن تقدمنا بشكوى قضائية، ولكن إن لم يصلنا حقنا فنحن أعرف بكيفية تحصيله، وسنطال الفاعل ولو كان في السماء».
تجدر الإشارة إلى أن الوفاة حصلت نتيجة نزف دموي حاد، بعد الإصابة بطلقين ناريين في الساق اليمنى والفخذ الأيسر (الشريان الفخذي)، بحسب ما أكد مصدر طبي مضطلع على الملف، وأن القتيل أصيب وهو في وضعية الجلوس، أثناء قيادته لدراجة نارية. بيد أن هناك رواية أخرى أشار إليها مسؤول أمني، تفيد بأن الوفاة حصلت نتيجة توقف القلب عن العمل، بسبب وجود كمية من المخدرات في دم القتيل، كما لفت المسؤول الأمني إلى أن «إطلاق النار من الكفاح المسلح لم يكن بقصد القتل أبداً».