روني عبد النورتمكّن باحثون أوروبيون من تطوير مشروع Simple Mobile Services الذي يوفّر خدمات للأجهزة المحمولة، تتميز ببساطة التصميم وسهولة الاستخدام وبديهية التفاعل وفعالية التشغيل. لم تضاه خدمات الأجهزة المحمولة حتى الآن نظيرتها المتوافرة على الشبكة العنكبوتية، وذلك لأسباب عدة أبرزها عدم تمكّن المستخدمين من الحصول على الخدمات التي يريدونها؛ وصعوبة التفاعل بعضها مع بعض؛ وانعدام الثقة التشغيلية فيها. معروف أن التحدي الأبرز بالنسبة إلى أجهزة المحمول يتمحور حول عدم امتلاكها معايير قابلة للتطبيق على نطاق واسع عالمياً. وهذه في الحقيقة من التعقيدات التي تعرقل، أو في أحسن الأحوال تبطئ، خطوات تطوير خدمات المحمول. لذا، تمثّل الهدف من وراء SMS بجعل الخدمات غير مرتبطة بمزوّدي الخدمات حصراً، وبالتالي جعلها صالحة للاستخدام عالمياً وفي مختلف الظروف. فالمشروع الأوروبي يتطلّع إلى تطوير خدمات لا تحتاج إلى تدخّل مشغّلي الشبكات.
من ناحية أخرى، يرمي SMS إلى تحقيق ثلاثة أهداف: أولاً، تحديد متطلبات الجيل الجديد من الخدمات، وتأمين احتياجات المستخدمين المحددة. ثانياً، تطوير أسلوب هندسي حاسوبي ومجموعة من الأدوات التي تتيح للأفراد والمؤسسات تطوير نسخهم الخاصة من البرنامج واستخدامها وإدارتها. وثالثاً، تجربة النسخ الأولية في بادئ الأمر داخل عدد من البيئات الواقعية.
يقول الخبراء إن كل نسخة من البرنامج ستستهدف مجالاً تطبيقياً معيّناً يحاكي بيئة ما لمستخدمين ذوي متطلبات محددة. لذا، وبدل الركون إلى محرّكات البحث لتنزيل هذه الخدمة أو تلك، يستطيع المستخدمون الاختيار من قائمة صغيرة من الخدمات التي تراعي اهتماماتهم ونشاطاتهم. أما بالنسبة إلى ضبط الخدمات، فسيكون بمثابة عملية أوتوماتيكية، إذ إن المحتوى الذي يبحث عنه المستخدم يتكيّف تلقائياً مع خصائص جهازه المحمول. وكما هي الحال في الشبكة العنكبوتية، فإن برامج SMS لا تتأثر بالجهاز وتستطيع التفاعل مع مجموعة كبيرة من الأجهزة على غرار الـPDA والحواسيب المحمولة، ويمكنها تأدية الخدمة في شبكات تعمل على أنظمة مختلفة كالـ UMTS وWi-Fi. وستكون البرامج الهندسية المصمّمة شبيهة بتلك المستخدمة على الإنترنت مثل أنظمة HTML وHTTP ونظام الخادم ــــ العميل (client-server).
طوّر المشروع ما يُعرف بخدمة Mobile Electronic Memo، وهي عبارة عن مفكّرة إلكترونية يمكن تنزيلها واستخدامها للحصول على معلومات عن أماكن، وأشخاص، وخدمات ومواقع إلكترونية، ولتبادل المعلومات مع الآخرين. فقد أصبح في الإمكان، على سبيل المثال، استخدام شركات الطيران لهذه الخدمة بغية تزويد زبائنها بمواعيد رحلاتها وتفاصيلها وإعلامهم بأي تحديث أو تعديل قد يطرأ على الجداول.
إضافة إلى هذه الخدمة، هناك تقنية Mobile Open and Very Easy أو MOVE، وهي عبارة عن برنامج تصفّح يسمح للمستخدمين الحصول الفوري على الخدمات بناءً على عدد من المعطيات مثل خلفية المستخدم وموقعه وتوقيت طلب الخدمة والمهمة المطلوب تأديتها.
أما الابتكار الثالث، فهو ما طوّره شركاء المشروع Sagem، Orga، GmbH و Telecom Italia من أنظمة تحقُّق مربوطة ببطاقة الـ SIM الخاصة بالهاتف المحمول، وذلك لتوفير مستوى عالٍ من الأمان وحماية المعلومات الموجودة على المفكّرة الإلكترونية، من خلال برمجة آليات الولوج الآمن والتحقّق من هوية المستخدم وتشفير المعلومات.
يقدّم SMS خدمة سياحية، وخدمة أخرى لرجال الأعمال، ويُشار إلى أن المشروع أُنجز في شباط الماضي ويخضع منذ ذلك الحين إلى مراحل تجريبية جرت إحداها في جامعة روما، وقد جرت تجربة بعض خدماته على نظامي تشغيل هاتفيين رائدين هما Windows Mobile وSymbian. ويجري الحديث الآن عن إعداد العدة لتجربته على نظام iPhone.