الانتخابات على الأبواب: بقي يوم واحد فقط. هل سيمر اليوم الانتخابي بلا إشكالات أمنية؟ لا يمكن الجزم، فالإشكالات تقع هنا وهناك وفي كل المناطق. خطف في الطريق الجديدة، حرق في سن الفيل، ورصاص في البقاع والشمال
محمد نزال
يفصلنا يوم واحد عن موعد الاستحقاق الانتخابي. تتوجه الأنظار إلى الوضع الأمني على حساسيته. وعلى الرغم من أن موجة الإشكالات الأمنية حافظت على وتيرتها «الطبيعية»، إلا أنها استمرت تفتك بأمن المناطق، حتى لو كان بعضها يحتفظ بالطابع السلمي. لكن زرع النعرات الطائفية لا يرحم. أثمر زرع النعرات الطائفية اعتداءً على المواطن علي. ت. (مواليد 1992) في منطقة الطريق الجديدة، إذ عمد «مجهولون»، أول من أمس، إلى ضربه، بعدما اختطفوه ونزعوا عنه ملابسه، وصوّروه بكاميرات الهواتف التي يحملونها وهم يشتمون مرجعياته الدينية والسياسية، بحسب ما جاء في الادّعاء الذي أدلى به من على سريره في المستشفى، الذي أدخل إليه في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو مصاب بجروح ورضوض في أنحاء جسمه. وفي الليلة ذاتها، وقع إشكال مماثل في المنطقة نفسها، إذ تعرّض المواطن ح. ع. (مواليد 1993) للاختطاف والضرب من قبل مجهولين، ليعودوا ويرموه في منطقة الكولا وهو في حالة فقدان الوعي. أما البيانات الانتخابية، فليست إلا عاملاً إضافياً للشحن، وخصوصاً أن ذكرها يرد كثيراً في التقارير الأمنية: «تغيير المعادلة القائمة، دفاعاً عن لقمة عيش المواطنين، إخراج الفاسدين من الحكم»، كان هذا واحداً من تلك البيانات التي وزعت أمس، لتولد شحناً، يسهم في شد الأعصاب. وإلى ذلك الشحن، تستمر الخلافات ذات النكهة الانتخابية. وقد تمثّل آخر هذه الحوادث، أول من أمس، في قيام «مجهولين» بتعليق شعارات للتيار الوطني الحر على باب منزل منسق القوات اللبنانية في منطقة ضهر الجمل ـــــ سن الفيل، أثناء غيابه عن منزله، بحسب ما أوردت تقارير أمنية. وتكاد تكون هذه الحادثة استثناءً لجهة عدم وقوع عراك في المنطقة على خلفيتها. في المقابل، كانت أصوات الطلقات النارية تسمع في بلدة الدامور، وذلك ابتهاجاً بالإطلالة التلفزيونية لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، سمير جعجع، بحسب ما أوردت التقارير نفسها.
تجدر الإشارة إلى أن كل استحقاق انتخابي يترافق مع ظواهر لا تتكرر إلا كل 4 سنوات مرة، بعضها يحمل حس الفكاهة وبعضها الآخر يتضمن إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية. وفي مثال على ذلك، وزعت «هيئة علماء الصحوة الإسلامية في لبنان»، بياناً أول من أمس، في منطقة القبة ـــــ طرابلس، معنوناً بعبارة «تعريف العاقل النبيه بخطورة ولاية الفقيه». وفي سياق حرق الشعارات الانتخابية المستمر، أضرم مجهول النار في لوحة إعلانية في مدينة صيدا، مدوّن عليها «بهية الحريري وفؤاد السنيورة أهل لها»، بحسب ما أوردت تقارير أمنية، كذلك جرى تمزيق لصور عدد من المرشحين في منطقة زحلة. وبالنسبة إلى إطلاق النار الروتيني، استمر «الابتهاج» أو «الحزن» يصدحان من الأسلحة الحربية، مع كل مناسبة انتخابية أو غيرها. فقد سجلت تقارير أمنية حصول إطلاق نار في مدينة بعلبك، بالقرب من مدافن آل الصلح، وفي بلدة مشمش ـــــ الشمال. بقي الفاعل «مجهولاً»، على ذمة التقارير، كما بقيت الحالتان مجهولتي الأسباب، لكن، وقبل يوم واحد من الانتخابات، ربما يصبح تكهّن دوافع إطلاق النار سهلاً.


تدخل أمني في البقاع؟

اتهم النائب حسن يعقوب، بعض رجال قوى الأمن الداخلي بالتدخل واستغلال النفوذ في البقاع لمصلحة فريق انتخابي، متحدثاً عن «اعتداء الضابط موريس أ. ز. بمساعدة مرافقه روبير س. على معاون في الجيش اللبناني على خلفية تعليقه صوراً لمرشحي المعارضة». وجاء في تقارير أمنية أن عراكاً حصل بين طنوس أ. ز. وروجيه أ. ز. على خلفية تمزيق (ج. ع) صورة لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع.