سمر سليمان
يتعرض لبنان، الغنيّ بأراضيه الزراعية والمتميّز بجودة منتجاته، لأخطار بيئية عديدة، كمعظم بلدان العالم. فقد واجهت زراعته الحرجية والمحلّية أخيراً، تحديّات عديدة، إذ حذر العلماء من خطر انقراض السلالة البرية للأشجار المثمرة المحلية، التي يمكن أن يكون لها دور هام في تأمين غذائنا في المستقبل، والتي تعدّ ملاذاً لعدد لا يستهان به من الطيور المفيدة.
ويعود ذلك للممارسات الزراعية الخاطئة التي أدّت الى تآكل التربة، وإفقارها، إضافة الى نضوب مصادر المياه الجوفية وتلوّث البعض منها، والاستعمال العشوائي لمبيدات الحشرات والمخصّبات الزراعية. وأدّى ذلك الى أخطار بيئية، يسهم بها ايضاً رمي نفايات الذبح، والمزارع الحيوانية في الجرود العالية التي يحسَب البعض أنها بعيدة عن البشر، ويتناسون أنها موطن للشجر.
كذلك أثّر التمدد العمراني على تناقص الاراضي الزراعية، وبالتالي النباتات والاشجار على جميع أنواعها. أما الخطر الداهم فهو اندلاع الحرائق، مفتعلة كانت أو غير مفتعلة، التي أدّت الى تدمير معظم الحياة البرّية من أحراج وأشجار مثمرة كالتفاح البري والزعرور الأحمر والأصفر، والقطلب والإجاص البري واللوز والفستق البري، وتهديدها بالانقراض.
وقد استدعى ذلك تدخّل جمعيات بيئية على كل المستويات، لإنقاذ هذه الحياة لما لها من أهمية في تأمين غذائنا المستقبلي، وذلك بسبب مقاومتها للأمراض وتأقلمها مع التغيّرات المناخية. نذكر من هذه الجمعيات، مركز إبصار لحماية الطبيعة التابع للجامعة الأميركية في بيروت، IBSAR Seeds for hope ,trees for tomorrow. فقد أكدّ لنا المهندس خالد سليم أن المركز يقوم منذ عدة سنوات بالبحوث العلمية المتعلقة بإدارة الغابات في لبنان وكيفية الإفادة من الجهد المبذول في إعادة التحريج السليم والمدروس. لم تتهدّد هذه الأخطار لبنان فقط، بل جميع بلدان العالم بما فيها بلدان آسيا الوسطى مثل كازاخستان وقرغيزستان الغنيتان بالسلالات البرية للتفاح الأحمر والأصفر البري اللذيذ. وقد وصفت إحدى الباحثات في مجال البيئة، انطونيا ايستوود، هذه المنطقة بالبقعة الساخنة العالمية الفريدة، حيث يستوطن الكثير من أنواع الشجر الذي يتأقلم مع المناخ الجبلي البارد الذي يميّز هذه المناطق. ولكن للأسف، طبقاً للإحصائيات في السنوات الـ50 الأخيرة، دمّرت حوالى 90% من غاباتها.