سلوان ــ أسامة العيسة عادت حفريات سلوان إلى الواجهة في إسرائيل، لكن هذه المرة بصيغة «الأختام ذات الكتابات التي تؤكد التوراة». واستغلت سلطة الآثار ذكرى «توحيد شطري القدس»، أي احتلالها سنة 1967 لتسليط الضوء على آخر مكتشفاتها في مدينة سلوان وتسييسها لتأكيد أن هذه هي مدينة داوود. وتبين أن المكتشف المهم هو جزء من ختم عظمي، أكدت سلطة الآثار أنه عثر عليه خلال التنقيبات، وهو يحتوي على كتابة عبرية تشير إلى اسم «شاؤول» ويعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد.
كان يمكن أن يتوقف الحدث عند هذا الحد، لكن تسييس الآثار جزء من عمل العلماء الإسرائيليين، فهم يسمّون فترة القرن الثامن قبل الميلاد «الهيكل الأول» ولم يتغاضوا عن الإشارة إلى أنّ اسم شاوول معروف في الكتاب المقدس، وقد ورد في سفر الأسفار.
وهذا ليس الختم الأول الذي عُثر عليه في إسرائيل والذي يُستعمل لتأكيد هويتها التوراتية.
ففي حفريات في بلدة أم طوبا (بين القدس وبيت لحم) اكتشفت أختام ملكية صُنّفت بأنها تعود إلى أيام حكم «حزقيا» ملك يهودا.
وخلال الأعوام الأربعة الماضية لم تكفّ سلطة الآثار الإسرائيلية عن البحث عن أي كتابة قد تستغل لإثبات الرواية التوراتية، ففي سلوان أيضاً عُثر على ختم يعود إلى شخص اسمه «تيماح»، رأت عالمة الآثار أنه عمل خادماً في الهيكل الأول، وتعرّض كباقي يهود تلك الفترة للسبي إلى بابل.
استراتيجية علماء الآثار الذين يحملون الفأس بيد، والعهد القديم باليد الأخرى، تتلخص الآن في «الكشف» عن أختام عبرية تؤكد أن فلسطين هي أرض إسرائيل
التوراتية.