إيلي حناتخطّت الانتخابات النيابية اللبنانية الحواجز، فأدركت حُمّاها شبابَ مخيم البداوي الفلسطيني، دافعة الشبان إلى تداول تفاصيل «لبنانية» لا يتناولها إلا المعنيون بها لجهة القدرة على التأثير فيها. هكذا، يناقشون المعارك الانتخابية المتوقعة في جبيل والبقاع الغربي وزحلة، فتسمع رائد نعمان يعدّد مزايا المرشح العوني سيمون أبي رميا ويفيض في كلامه عن «حيويته وفهمه العالي»، منتقداً بدعة الوسطية وإدخال رئيس الجمهورية في «الزواريب الضيّقة»! لا يلبث نعمان أن ينتقل إلى فكرة استحالة خرق عبد الرحيم مراد للائحة المستقبل «رغم حيثيته وحضوره الفاعل، لأن جمهور الحريري مستعد لأن يبرهن أن السماء والبحر وحتى اللبن أزرق لونها». أما صبري الفريجي، فيقارب الانتخابات من منظور آخر: فهو حاصل على الجنسية اللبنانية بمرسوم التجنيس عام 1993، ويرى أن من واجبه هو وأهله الاقتراع لمصلحة المعارضة. يتابع صبري البرامج السياسية اللبنانية منذ توقفه عن العمل، ويعتقد أن المعارضة ستفوز بفارق مقعد أو مقعدين في حدّ أقصى، ويرى في فوزها بعض المكتسبات للفلسطينيين: كخفض الضغط الأمني، وطرح موضوع الحقوق المدنية جدياً. يهزأ أشرف الحسن بتفاؤل هذا الأخير بقوى المعارضة «فهي بالموضوع الفلسطيني لا تختلف عن الموالاة». أما حسن الصالح، فهو مع المعارضة قلباً وقالباً «رغم ابتعاد الشارع السني عنها. فالقوات اللبنانية ووليد جنبلاط يؤثران في سعد الحريري المتهم بتغطية فتح الإسلام والتآمر على مخيم نهر البارد». يصمت حسن لبرهة ليتابع: «حزب الله ضد التوطين لئلا يزيد عدد أبناء الطائفة السنية، يا أخي لا أحد يحب الفلسطينيين، حتى نحن لا نحب بعضنا».
لا يبتعد عبد قدورة عن رأي الأخير، لذا هو يتابع الانتخابات، لأنه مهما تكن نتائجها فستنعكس على الفلسطينيين. وبرأيه «أن حكم 14 آذار أسهم في مؤامرة تدمير البارد وعدم إعادة إعماره وفي استعمال الفلسطينيين شمّاعة للحوادث الأمنية والإرهابية في البلد».
يوافق معظم شبان المخيم على استحالة تمنّي فوز قوى السلطة الحالية، «لتحالفها الواضح مع أميركا وما يسمى دول الاعتدال» كما يقول موسى الحسن، أي «بالعربي» من يدعم الصلح مع إسرائيل بغض النظر عن مصالح الفلسطينيين.