وادي السليكون أحد معالم الولايات المتحدة الأميركية في عصر التكنولوجيا. أما في بلغراد، فإنه مقصد محبي السهر، اسم لمكان يشتهر بلياليه المجنونة. ملاهٍ ونوادٍ ليلية ومطاعم تبثّ موسيقى التكنو، وموسيقى الراب أو البوب. هناك قد تشعر بأن السماء صار لونها رمادياً، وأن الأضواء الملونة تخترق الغيوم، لكن في الحقيقة إنه لون سحاب لا دخان منتشر في كل مكان، يخترق ألوان ملابس الساهرين، يرقصون بجنون حتى ساعات متأخرة من الليل، يرقصون دون توقف.
هناك يمكن أن ترى شباناً ورجالاً في الأربعين، لكنك ستلاحظ وجود المئات من الشقراوات يرتدين ملابس مقلدة من أشهر الماركات العالمية، أنوفهن مرفوعة، بفعل عمليات التجميل وأجسادهن لا تهدأ تتراقص ساعات على وقع الموسيقى.
على الأرصفة تنتشر الطاولات، تجلس خلفها فتيات جميلات، وبالقرب منها يمرّ أبناء الأثرياء الجدد في سياراتهم الفارهة يوزعون النظرات بحثاً شمالاً ويميناً، يحدقون في صاحبات الوجوه الخارقة الجمال والأجساد الممشوقة.
في وادي السليكون، في بلغراد، تسيطر أيضاً موسيقى Turbo folk.
هذا هو الوضع مساءً، أما نهاراً فيمكن السائح أن يتعرف إلى وجه آخر من حياة المدينة، أن يرى آثار النزاعات التي عاشتها، صور يمكن نسيانها إذا غرق المرء في حياة Belgrade by night.