شهدت بعض المناطق اللبنانية توتراً ملحوظاً أمس، وذلك بعد إعلان النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات. قُتل فتىً في الفاعور (البقاع) بطريقة مأساوية، وشهدت مدينة طرابلس إطلاق نار كثيفاً، وسقوط قنبلة يدوية في أحد أحيائها
البقاع ــ نقولا أبو رجيلي
توقفت المسيرات التي انطلقت للاحتفال بفوز اللائحة المدعومة من تيار المستقبل في البقاع الأوسط في بلدة إشهابية الفاعور والقرى المجاورة (شرقي مدينة زحلة) فجر أول من أمس. سقط خبر وفاة الفتى محمد خالد الحسن (13 عاماً) من بلدة إشهابية الفاعور كالصاعقة على أهل قريته. سقط محمد مع فتى آخر من صندوق سيارة بيك أب فجأة، كانا على متنها برفقة بعض الشبان. والد المتوفى خالد الحسن، قال لـ«الأخبار» إن ولده فارق الحياة متأثراً بجراحه في المستشفى اللبناني الفرنسي في زحلة. أما عن كيفية حصول الحادث، فأوضح الحسن أن ولده سقط من السيارة إثر وصولهم إلى أول البلدة، بعدما ارتطم رأسه بحبل يحمل إحدى اللافتات الانتخابية، ما أدى إلى رميه أرضاً وإصابته بنزف حاد في رأسه وجروح بالغة في أنحاء جسمه. رغم مأساوية المشهد، رأى الحسن أن ولده تُوفي قضاءً وقدراً، رافضاً الإفصاح عن هوية صاحب سيارة البيك أب. وكذلك فعل محمد شومان الحروك شقيق والد الجريح أحمد راتب الحروك (14 عاماً)، الذي لا يزال يتلقى العلاج في غرفة العناية الفائقة داخل أحد مستشفيات زحلة. لفت الحروك إلى أن حالة أحمد الصحية حرجة، بسبب إصابته بعدة جروح في أنحاء جسمه، موضحاً أن سقوط ابن شقيقه أرضاً جاء بالتزامن مع سقوط الفتى المتوفى محمد الحسن من على متن سيارة البيك أب نفسها.
وكانت بلدة إشهابية الفاعور قد شهدت توتراً أمنياً أمس، على أثر إصابة أحد أبنائها نمر م. (25 عاماً) برصاصتين في كتفه الأيمن ورجله، أطلقهما عليه عناصر من الجيش اللبناني (كما أكد شهود عيان) طاردوا السيارة التي كان يستقلها مع أحد أبناء بلدته مرشد ج، وذلك قبل إقفال صناديق الاقتراع في بلدة الدلهمية المجاورة، حيث يقترع عدد من ناخبي عشيرة عرب الحروك. حصل تلاسن واشتباك بالأيدي بين الشخصين المذكورين وعدد من شبان بلدة الدلهمية، ما استدعى تدخّل قوة الجيش اللبناني المكلفة حفظ الأمن في محيط مركز الاقتراع، وعند محاولة عناصر الجيش توقيف الجريح فرّ مع رفيقه بواسطة سيارة مرسيدس بيضاء اللون باتجاه بلدته، سالكاً إحدى الطرقات الترابية. ونقل الشهود أن الجريح لم يمتثل لأوامر القوة المطاردة بالتوقف، فأطلق أحد عناصر الجيش عدة طلقات نارية باتجاه السيارة، اخترقت إحداها الزجاج الخلفي وأصابت الجريح في كتفه الأيمن، كذلك أصيب بطلق آخر في رجله، ونقل على الأثر إلى المستشفى.
أما في طرابلس (عبد الكافي الصمد) فشهدت الأحياء الشعبية أمس، وتحديداً باب التبانة والقبة وباب الرمل، إطلاقاً كثيفاً للنيران من بنادق حربية ورشاشة عقب إعلان نتائج الانتخابات النيابية وفوز لائحة التضامن الطرابلسي بكامل أعضائها. واستمر إطلاق النار لساعات، رغم الاتصالات والمساعي التي بذلت لإيقافه بين القوى السياسية والمراجع الأمنية، لا بل ارتفعت وتيرته مع بدء أعضاء اللائحة الفائزين تقبّل التهاني بالفوز في فندق «كواليتي ـــــ إن». ونقلت وسائل الإعلام إصابة إحدى الفتيات بنيران طائشة بعد ظهر أمس. وفي موازاة ذلك، شهد شارع سوريا الفاصل بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن انفجار قنبلة يدوية، كان قد ألقاها مجهولون في غمرة الابتهاج بإطلاق النار.