زحلة ــ عفيف ديابلم تنم زحلة بعد. فمنذ فجر السبت حتى أمس وأهل المدينة في حيرة من أمرهم «ماذا فعلنا؟»، يقول جورج جبر الذي كان يتفقد دكانه الصغير في سوق المدينة ظهر أمس، بعد أن تسمّر طوال الليل مع أفراد عائلته أمام شاشة التلفزيون لتلقّي ما يشفي غليله وسماع ما يريد سماعه من أن لائحة زعيمه المحبوب الوزير إلياس سكاف حققت فوزاً على لائحة قوى 14 آذار. لم يصدق أهل زحلة بعد ما أفرزته صناديق اقتراعهم في يوم الانتخابات الطويل. فالمدينة النائمة على كتف صنين، والمشرّعة أبوابها نحو السهل الرحب، أقفلت سوقها التجارية بعد أن أقفلت الماكينات الانتخابية محرّكاتها التي أزعجتها طوال يوم لم تشهد مثله زحلة في تاريخها السياسي. يقول عيد الأشقر الذي سيحتاج إلى مزيد من الوقت لاستيعاب ما جرى، «هذه زحلة يا أخي. إنها مدينة المفاجآت. مزاجنا لا أحد يعرفه أو يفهم عليه إلا نحن. نعم، ما أفرزته الانتخابات النيابية صدمة كبيرة لنا». يضيف الأشقر بعد أن يقدم شرحاً مستفيضاً عن مزاج أهل مدينته السياسي: «زحلة تفعل دائماً الصح. في انتخابات عام 2005 انتخبت صح، واليوم أيضاً انتخبت صح، وعلينا احترام هذا المزاج الشعبي». ويزيد: «للأسف، من كان يتولى نيابة زحلة لم يلتزم بمزاجها السياسي طوال السنوات الماضية، وها هو يدفع الثمن، ومطلوب منهم أن يعيدوا قراءة مواقفهم ومواقعهم، ولماذا عاقبتهم زحلة والمنطقة». ويختم: «في أحد أقلام حي الميدان وجدت ورقة كتب عليها أحد المقترعين اسم جوزف سكاف. إنها رسالة واضحة للنائب إلياس سكاف كي يعود إلى قراءة مواقف والده السياسية وكيف كان يبقى بعيداً عن الاصطفاف مع هذا الفريق ضد الآخر».
مداخلة الأشقر السياسية يرفضها إبراهيم فرغلي الذي يرى أن «البعض يريد مصادرة قرار زحلة وقد نجح في ذلك. ونحن لن نسمح لأحد بأن يقفل بيت البيك (الياس سكاف). الانتخابات كانت مزوّرة ويجب إعادة الاقتراع مرة أخرى، لأن زحلة لا تقفل بيت البيك السياسي. ولازم الكل يعرف إنو زحلة ما بتنام على الضيم». كلام فغالي عن تزوير الانتخابات تجده القواتية يوني جريجيري مخالفاً للواقع في زحلة، «أنا اقترعت للائحة 14 آذار». وتضيف: «اللي صار بزحلة مزبوط، وكان هيك لازم يصير من زمان». وتتابع أن «النتيجة التي أفرزتها انتخابات أهالي زحلة هي النتيجة التي تريدها زحلة منذ زمن طويل. لقد ولّت زعامة آل سكاف إلى غير رجعة، ولا نريد إيران أو سوريا في مدينتنا». موقف يوني تؤكده شقيقتها ستيفا بالقول: «اللي صار بيجنن، ومش معقول تكون زحلة ضد القوات اللبنانية».
زحلة التي تعيش أصعب لحظاتها، وفق قول وليد خلف الذي كان يُرتّب طاولات محلّه المعدّ لبيع البوظة في وادي البردوني: «والله يا أخي الانتخابات صارت ورانا. بدنا نعيش. تعبنا كثير وصار لازم نرتاح». ويختم: «بكرا الكل بينسى شو صار بزحلة. نحن وحدنا رح نبقى نتذكر هالانتخابات ونتائجها، وإن شاء الله الموسم السياحي بيكون منيح».


خسارة الحزب السكافي

لفّ الصمت مكاتب التيار الوطني الحر والكتلة الشعبية في مدينة زحلة. أقفل العونيون مكتبهم الانتخابي طيلة فترة ما قبل ظهر أمس، لكنهم سرعان ما استعادوا نشاطهم الحزبي في المدينة التي شهدت ضجيجاً داخل مكاتب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وحولها جرّاء احتفالاتهما التي لم تخل من إطلاق المفرقعات، وحتى الرصاص، طيلة يوم أمس، وموجات من الاستفزازات للعونيين. أما الحركة التجارية في المدينة فقد تراجع نشاطها المتزامن مع العطلة الرسمية. فالإقفال شبه التام كان مسيطراً إلى أن فتحت المقاهي أبوابها، حيث غصّت بالرواد الذين كان حديثهم الوحيد خسارة الحزب السكافي الانتخابات النيابية لأول مرة في زحلة منذ 1968.