غادة دندشأعلنت منظمة الصحة العالمية ابتكار لقاح جديد لمكافحة حالات الإسهال والتقيؤ القاتلين لدى الأطفال. هذا الإسهال الذي يسببه فيروس Rotavirus يؤدي إلى وفاة أكثر من 500 ألف طفل ودخول مليوني حالة إلى المستشفى سنوياً في العالم. أظهرت إحصاءات المنظمة أن 85% من الوفيات تحصل بين أطفال آسيا وأفريقيا، ولا سيّما من هم دون الخامسة من العمر. لكن رغم توصية المنظمة باعتماد هذا اللقاح في برامج التلقيح الوطنية، ولا سيّما في دول العالم الثالث، إلّا أن المختصين في المنظمة يجدون أن كلفته العالية جداً قد تقف عائقاً أمام تحقيق ذلك.
وقد صدرت التوصية باللقاح عن فريق الاستشارات الاستراتيجية التابع للمنظمة SAGE. واعتمد الفريق في قراره على المعطيات الجديدة للتجارب السريرية التي رفعتها للمنظمة مؤسسات مثل التحالف العالمي للقاحات وتحصين المناعة GAVI ومختبرات غلاكسو سميث كلاين GSK. هذه المؤسسات أجرت تجاربها السريرية على الأطفال في أفريقيا الجنوبية وملاوي حيث تُسجّل أعلى نسبة وفيات بين الأطفال من جراء الإصابة بإسهال الريتروفيروس. وتبيّن خلال التجارب أن اللقاح يخفّف عوارض الإسهال الشديد والتعقيدات المرافقة له.
ذكّرت المنظمة بأن هناك أسباباً أخرى للإصابة بالإسهال الشديد، لذا يجب المحافظة على مجموعة من الإجراءات حتى بعد توفير اللقاح، ومن ضمنها السعي إلى تحسين نوعية مياه الشفة والمحافظة على شروط النظافة الشخصية والتعقيم وتوفير سوائل الإماهة rehydratation ومكملات الزينك.
اللقاح بات متوافراً في الولايات المتحدة وأوروبا ومعظم بلدان أميركا الجنوبية. لكن منظمة الصحّة العالمية تسعى إلى توفيره في البلدان الأكثر حاجة إليه، وذلك عبر خفض كلفة إنتاجه.
يُذكر أن المختصين في إنكلترا يولون هذا الموضوع اهتماماً خاصاً، ويسعون كذلك إلى خفض كلفة إنتاجه، وبالتالي سعره النهائي. هذا الاهتمام نابع من واقع أنه سنوياً يدخل 12700 طفل مصاب بإسهال الريتروفيروس إلى المستشفيات في إنكلترا، يفارق أربعة منهم الحياة بسبب التعقيدات المرافقة لهذه الإصابة.