خضر سلامة
ابتكار شاشة قادرة على ملاحقة نظر المستخدم أينما تحرك، أصبح ممكناً، وذلك يجري على أيدي باحثين ألمان منكبّين على العمل، بعد الانتهاء قريباً من تصميم نموذج أوّلي مصغّر، لكن واعد. الطاقم الألماني من معهد فراونهوفر عمل على نسخة قائمة على وضع لاقطات ضوئية ومحوّلات فوتوديود، على تقنية الـ Oled، اختصار «إنتاج الديود العضوي للضوء»، ويعمل المعهد منذ فترة على هذه الفكرة، وقد عُرض هذا النموذج الجديد في مؤتمر مجتمع المعلومة، الذي عُقد في سان انطونيو بتكساس أخيراً.
ما الهدف من كل ذلك؟ الهدف هو الوصول إلى القدرة الاصطناعية لالتقاط اتجاه نظر المستخدم أمام شاشته، يشرح الطاقم الألماني، الذي يتكلم عن Oled cam أي كاميرا على تقنية الأوليد، من أجل إظهار قدرة الشاشة على التحرك مع النظر، ويمكن السماح عندها بطريقة جديدة من الشاشات، تتموضع حسب تحرك المرجع الضوئي للشاشة، أي نظر الإنسان. الباحثون مهتمون بالواقع المكبّر لهذه التجربة، أي عرض المعلومات على سطح شفّاف، مفترضين معطيات غرافيك أو رقمية أمام الحقل النظري للشخص القابع أمام الشاشة.
مثل هذه الأنظمة، متوافر فعلاً الآن، ولو بطريقة بدائية، في بعض الطائرات والسيارات المتقدمة جداً، إلا أنها معقدة البرمجة ومكلفة جداً. الاعتماد على التقنية العضوية الأوليد، يمكن أن يغيّر في هاتين العقدتين، وأيضاً، السماح بوصول التقنية إلى الكمبيوترات.
الفريق يتصور إمكان إدخال هذه التقنية فيما بعد إلى قطاعات تصلح فيها الفيزياء البصرية كوسيلة مساعدة، كالجراحة مثلاً، ولكن كل العمل الآن لا يزال في مرحلة نظرية، إذ لا يتوقع أن تكون شاشات كهذه مواد تجارية قريباً، إذا مثلاً، لم يتجاوز حجم النموذج الذي وضع 1.25 سنتيمتراً للضلع، يحتوي على 320 x 240 ديوداً عضوياً، يعطي صورة بفورمات على مقياس ربع VGA، حسب ميكايل سكولز، من المعهد، فإن الفريق قادر عام 2011 على الانتهاء من أول شاشة على هذه التقنية جاهزة للاستخدام المباشر.