حسام كنفانيكان خالد مشعل حريصاً في مؤتمره الصحافي في القاهرة أمس على ضرورة التفريق بين نتائج الانتخابات النيابيّة اللبنانية ونتائج أي انتخابات قد تجري في فلسطين. مشعل قصد قطع الطريق على تحليلات انسحاب هزيمة حزب الله وحلفائه في لبنان على حلفائه في المنطقة، وفي مقدمتهم حركة «حماس».
قد يكون «أبو الوليد» محقّاً في ضرورة عدم إسقاط نتيجة لبنان على فلسطين، ومحقّاً أيضاً في أن تركيبة لبنان الطائفيّة مختلفة عن التركيبة الفلسطينية، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن «حماس» ستحقّق «نصراً مبيناً» في أي انتخابات فلسطينية مقبلة، ولاعتبارات مختلفة عن اعتبارات الداخل اللبناني ومذاهبه ومتقاربة مع توجهاته السياسيّة في الوقت نفسه.
لا يستطيع مشعل أن ينكر أن خسارة المعارضة في المعنى السياسي، هي خسارة لتوجه سياسي عام له وجود في فلسطين، وتمثّله حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» خصوصاً. من هذا المنطلق، لا يمكن رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية أن ينأى بنفسه عن آثار مفترضة لمثل هذه الخسارة على الداخل الفلسطيني، ولا سيما على الأطراف غير المنضوية تماماً في أيّ من ضفتَي الانقسام بين «حماس» و«فتح».
مثل هذه الأطراف تضع الخسارة في خانة «الأوبامانيا» التي تجتاح المنطقة في الفترة الحالية وخيارات التسوية التي تروّج لها في كل مناطق الأزمات، من فلسطين مروراً بسوريا ولبنان وصولاً إلى إيران. خيارات ستكون ذات تأثير بالغ في وجهة التصويت الفلسطيني، وخصوصاً إذا أسفرت الانتخابات الإيرانية أيضاً عن هزيمة للرئيس محمود أحمدي نجاد. من هذا المنطلق، فإن «حماس» غير معزولة عن هذه المعطيات العامة، التي لا تدخل في اختلاف التركيبة الطائفيّة بين فلسطين ولبنان، على اعتبار أن هذه التركيبة، برأي مشعل، هي التي أسهمت في خسارة المعارضة.
قد تكون تركيبة فلسطينية خاصة تؤدي بـ «حماس» إلى النتيجة نفسها، وعلى مشعل أن يأخذها بعين الاعتبار. معطيات تبدأ من تحليل أسباب الفوز في انتخابات عام 2006، وتمرّ في مرحلة الاقتتال الأهلي والانقسام، ولا تنتهي بالحصار القائم في قطاع غزة.
قد يكون من المبكر الحديث عن انتخابات فلسطينية وصعوبة حفاظ «حماس» على تمثيلها، ولا سيما أن المصالحة لا تزال في مرحلة «شبه الاستحالة».