يبدو من الحوادث الأمنية الأخيرة، أن التخلص من رواسب الانتخابات الأخيرة ليس سهلاً. وقد سقطت سيارة إحدى الشابات في وادي الفيدار، خلال تزاحم في المواكب، وادعت والدة المرشح صلاح الحركة على مناصرين لحزب الله وحركة أمل
أحمد محسن
لم تتوقف تداعيات الانتخابات الأخيرة عند حد الإشكالات الأمنية المألوفة، أو على الأقل، تلك التي اعتادها اللبنانيون. بل انسحبت حدة الانتخابات، على قسوة التداعيات الأمنية، التي لا تخلو من ضخ إعلامي متبادل بين الأفرقاء السياسيين. «بخُّ» إعلامي، ليس بالضرورة أن يكون دقيقاً. لعل أبرز الحوادث التي شهدت مغالاةً إعلامية بارزة، كانت الحادثة المؤلمة، التي أصيبت خلالها الشابة مايا كيروز في مدينة جبيل، يوم الاثنين الفائت. وقد بدأ موقع القوات اللبنانية الإلكتروني حديثه عن الحادثة سائلاً «هل أصبح رفع صورة للدكتور سمير جعجع والشهيد بيار الجميل جريمة تستحق محاولة القتل؟». توحي الأسئلة للقارئ أن ثمة جريمة وقعت، أو كادت أن تقع. يتابع الموقع: «تعرضت الشابة مايا كيروز (24 سنة) لاعتداء عند جسر الفيدار على أوتوستراد جبيل، وفي التفاصيل، أن كيروز تعرضت أثناء عودتها ظهر الاثنين إلى جبيل لإطلاق نار من جانب مسلحين يستقلون سيارتي مرسيدس سوداوي اللون، ويرفعون أعلام حزب الله». يوحى للقارىء أن حزب الله استحضر قوة خاصة، لاغتيال الشابة. وفي هذا السياق، نفى مسؤول أمني، مطّلع على التحقيقات، حدوث أي إطلاق نار، مؤكداً أن الأمر كله، لا يتجاوز بعض الاستفزازات المتبادلة بين موكبين سيّارين، واحد مؤيد للمعارضة، وآخر مؤيد للقوات اللبنانية، كانت سيارة مايا، مناصرة القوات ضمنه. لكن موقع القوات الإلكتروني نقل رواية مختلفة عن رواية المسؤول الأمني، إذ أكد الأخير أن ثمة تصادماً حصل، وأدى إلى وقوع سيارة الشابة من على جسر الفيدار، وإصابتها بجروح بالغة، من دون أن ينفي ذلك فرضية الصدم المتعمّد، الذي لا يمكن أن يظهر قبل استكمال التحقيقات. استبقت القوات التحقيقات إلكترويناً، وأشارت في خبرها إلى أن «عناصر حزب الله عمدوا إلى قطع الطريق عليها، وصدم سيارة مايا الرباعية الدفع، قبل أن يدفعوا بها إلى الهاوية». تعرضت مايا لأضرار جسدية كبيرة، نتيجة حادث السير، الذي أكد المسؤول الأمني أنه هو المسبّب الوحيد لأذى مايا. أما عن وضعها الصحي، فهو حرج للأسف، وهي تخضع للعلاج في مستشفى الجعيتاوي، وبحاجة إلى دم من فئة (+b).
وفي سياق متصل، ادعت المواطنة حكمت جلول، والدة المرشح عن المقعد الشيعي في قضاء بعبدا، صلاح محمود الحركة، على «جماعة من الأشرار الراكبين الدراجات النارية، الذين يرفعون رايات حزب الله وحركة أمل». وتقطن السيدة جلول في الطابق الأول من أحد مباني منطقة برج البراجنة، كما أن الطابق العلوي الثاني يستخدمه ابنها مكتباً انتخابياً، وهو الذي لم يوفّق في الوصول إلى البرلمان. واتهمت المدعية الشبان بالمرور والوقوف أمام المبنى الذي تسكنه، وقطع الطريق العامّ، كما تحدثت عن إطلاقهم الشتائم بحقّها وحقّ ابنها، متّهمين إيّاه بالعمالة والخروج عن الدين. وجاء في الدعوة التي قدّمها المحامي ألبير فرحات بالوكالة عن السيدة جلول، أن الحوادث المذكورة استفحلت عشية يوم الانتخابات، وفي العاشرة مساءً تحديداً، لافتةً إلى أن بعضهم كان يحمل أسلحة حربية ظاهرة. واتهمت بعضهم بإطلاق النار في الهواء ترويعاً وإرهاباً، كما سبّبت رشقات الحجارة إصابة طفلة كانت على «السطيحة» وبعض السيدات. ووفقاً لما تقدمت به جلول، معززةً ادعاءاتها بالصور والفيديو، تكرّرت تلك الحوادث المخيفة قبيل إعلان النتائج يوم الأحد، ورافقها «تفجير أصابع ديناميت». ولم تكتفِ والدة الحركة بتعزيز ادعاءاتها بالصور، بل طالبت بالاستماع إلى بعض المسؤولين المحليين في الحزبين الأساسين في الضاحية (سمّت مسؤولين من حزب الله وحركة أمل في الدعوة)، من دون أن تنفي فرضية أن يكون المشتبه فيهم بأعمال الترهيب، مناصرين حزبيين عاديين، أو منتحلي صفة الانتماء إلى أحد هذين الحزبين، مؤكدةً أن لقادة الحزب والحركة مصلحة في كشف الفاعلين أيضاً.
وكانت «سكايز» قد أعلنت أمس، تعرض سيارة الزميلة سناء الجاك للاعتداء، أمام منزلها الكائن في منطقة بربور ـــــ بيروت فجر الثلاثاء 9 حزيران 2009. وأعلنت الزميلة الجاك أنها بعد مغادرتها منزلها في منطقة بربور للتوجه إلى عملها، صباح اليوم الثلاثاء 9 حزيران 2009، فوجئت بوجود آثار اعتداء وتخريب من جانب مجهولين على سيارتها المركونة قرب منزلها، كما رأت المؤسسة في الحادثة محاولة لترهيب الصحافيين. تجدر الإشارة إلى أن تقارير أمنية لفتت إلى أن الحادثة اقتصرت على تمزيق إطارات الزميلة الجاك، وطلائها بالدهان.