طرابلس ــ عبد الكافي الصمدرغم أن الانتخابات النيابية طوت صفحتها، فإن عاملين في ماكينات انتخابية ومواطنين ما زالوا يتندرون برواية حوادث عدة حصلت معهم خلالها، يمتزج في بعضها الغرابة والطرافة.
اللافت أن أغلبية هذه الحوادث تعرّض لها مرشحون جدد، وهو أمر عائد إلى «قلة خبرتهم في التعاطي مع ناخبين يضعون نصب أعينهم «أكل راس» المرشح ذي العود الطري»، على حد وصف مسؤول أحد الماكينات الانتخابية لهؤلاء المرشحين، والذي طلب عدم ذكر اسمه.
يشير هذا المسؤول إلى أن مواطناً «تقدّم إلى أحد مكاتبنا بطلب مساعدته في الحصول على وصفة طبية، فأحلناه إلى صيدلية مجاورة تعاقدنا معها لهذه الغاية، ولكن بعد دقائق قليلة اتصل بنا الصيدلي ليسألنا مستغرباً: «هل تقدمون هذا النوع من الخدمات للناخبين؟»، وعندما استفسرنا منه ماذا يعني أجابنا: «هيدا الزلمي بدو فياغرا، هل أعطيه إياها؟». هذا الارتباك الذي رافق الحادثة وتم الخروج منه بالتوضيح لذلك الناخب أن هذه «الخدمات» على «ضرورتها» لا تدخل في برنامج تقديمات المرشحين، واجه مثله مرشح جديد آخر عندما كان يقوم بجولات انتخابية في أحياء طرابلس، لكن عدم معرفته بالحدود الجغرافية لدائرته الانتخابية جعلته يدخل حيّ المنكوبين في ضواحي المدينة الشمالية، الذي يسكنه خليط من أهالي طرابلس ومناطق شمالية أخرى؛ فبعد عقده لقاءات مع مواطنين فيه، وتعهده لهم بأنه سيحمل مطالبهم ويدافع عنها في البرلمان في حال وصوله، وأنه سيقدّم لهم مساعدات عينية ونقدية مسبقة عربون تواصل معهم، لحقه أحد المواطنين عند حدود الحيّ وسأله: «يا أستاذ إنت وين مترشح؟»، فأجابه مستغرباً: «أنا مرشح عن طرابلس، ليش عم تسأل؟»، فابتسم الرجل وهز رأسه وقال له: «يا أستاذ هالناس بينتخبوا بعكار والضنية والمنية، وما في علاقة انتخابية بينهم وبين طرابلس!».
أما في محلة القبة فقد تعرض مرشح جديد آخر، وهو شاب ووسيم، «لحادث» مشابه للذي سبقه. إذ إنه أجرى لقاءً انتخابياً في محلة رفعت فيها صوره، وبعدما تحدث عرض برنامجه الانتخابي، ورد بعضهم عليه أن تعاونهم معه يتطلب منه مساعدتهم في تأمين بونات بنزين، وبطاقات تشريج للهاتف الخلوي، وأموال نقدية للمندوبين، وغيرها من مستلزمات العملية الانتخابية، فأجابهم بأنه سيقدم لهم ما يحتاجونه من ضمن إمكانياته المتوافرة. لكن المفاجأة حصلت أن مساعده عندما باشر أخذ أسماء وأرقام هواتف بعض الحاضرين الذين أبدوا استعدادهم لإبقاء التواصل والتعاون قائماً معهم، تبيّن له أن معظمهم قيود نفوسهم خارج طرابلس!