بيسان طي«قصتنا، قصة» لا نتنبه إلى أهميتها إلا نادراً، قصتنا هي قصة مجتمع صار يكره المطالعة، وينعكس هذا الكره على ما نعلّمه لأولادنا، كم من أسرة تشتري كتباً لأطفالها؟ كم من أب وأم من حملة الشهادات الجامعية، واللغات المتعددة، يعيرون أي اهتمام لأدب الصغار؟ ما هو عدد الراشدين الذين يتابعون حركة النشر؟ ما هو عدد «الكبار» الذين يحفظون أسماء الكتّاب والرسّامين ودور النشر التي تنتج قصصاً للأطفال؟ لنكن جريئين ونسأل عن أساتذة المدارس الذين يقرأون الكتب على اختلاف تصنيفاتها واختصاصاتها؟ كم هو عدد الأشخاص الذين لم تصبهم لوثة احتقار كل ما هو عربي؟ نحن إزاء مشهد يتكرر عشرات المرات يومياً، آباء وأمهات يدّعون أنهم يشجعون أولادهم على القراءة، ويدّعون أن الأولاد لا يتجاوبون، وإذا سُئلوا عن الكتب يعدّدون عناوين مسلسلات كرتونية.
هذه الأسئلة الأولية، والمؤلمة بالتأكيد، تعود إلى الأذهان مع متابعة النشاطات القليلة التي تهتم بأدب الطفل. الدراسات أثبتت أن الطفل يحب المطالعة، ونعرف كم من الأولاد يطالبوننا بإعادة قراءة القصص لهم، إذاً القضية ليست مسألة عداء بين الطفل والكتاب، العداء للكتاب يعانيه الأكبر سناً. من هنا أهمية الكلام عن مصالحة يجب أن تجري بين الأهل أو المدرّسين والمطالعة، ليؤمّن هؤلاء البيئة الصحيحة التي تسمح للطفل بتطوير هواية المطالعة.
المصالحة التي نتكلم عنها تعني أيضاً، مصالحة مع لغتنا العربية، لنهتم قليلاً بما ينتجه مبدعون من الكتّاب والرسّامين، لنعرف كيف نقوّم الإصدارات الجديدة، فنشجّع المميز منها، ونُغني عالم أطفالنا بما تقترحه هذه القصص التي تشجّع الخيال على الإبداع والابتكار.