يتحدث الطلاب عن جامعاتهم الخاصة وتلك الرسمية. يسردون إيجابيات وسلبيات، وبالنتيجة «ما حدا راضي»
مايا ياغي
يعاني طلاب الجامعة اللبنانية الكثير: فبالإضافة إلى ازدحام قاعات التدريس و«انقراض» الخدمات التعليمية كالمختبرات، يواجهون أيضاً عدم توافر كل الاختصاصات واقتصار بعضها على مناطق دون أخرى. هكذا يتوجه الكثير منهم إلى الجامعات الخاصة، فيما يستسلم الآخرون للواقع.
زهراء حاج، طالبة العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، كانت تحلم منذ الصغر بأن تصبح إعلامية مشهورة، لكن عدم توافر هذا الاختصاص في صيدا، وعدم قدرة أهلها على تحمل أعباء الجامعة الخاصة، «دفعاني إلى التنازل عن هذا الحلم».
بعد مرور السنة الأولى على التحاقها بكلية علم نفس في الجامعة اللبنانية، قررت إيمان عزّ الدين أن تدرس إدارة الأعمال في جامعة خاصة، فالفرق بينهما «من الأرض للسما» كما تقول، إذ إنّ الخاصة تسهّل للطلاب حياتهم، على عكس اللبنانية.
على نقيضها، تدافع سكنة شعيب (طالبة علم نفس) عن تميّز شهادة الجامعة اللبنانية، مؤكدة أنّ المنهج المتَّبَع فيها هو الأفضل، وإن وُجد بعض «التقصير»، فهو مفيد، إذ إنه يصقل شخصية الطالب.
لا ترى طالبة الأدب الفرنسي هبة سكيكي عدلاً في الجامعة اللبنانية «فحق الطالب فيها مهدور، ولا يمكن المطالبة به لأنّها من المحرمات».
«الفرق كبير وشاسع، سواء من حيث المنهج والخدمات المتاحة في الجامعة الخاصة، وصولاً إلى احترام الطالب ورأيه»، هذا ما قاله طالب الإعلام في جامعة الجنان ـــــ صيدا يوسف دمج الذي يشير إلى أنّ لكل شيء ثمنه، فالجامعة الخاصة جيدة من حيث المعلومات والخبرات، لكنّها من أسوأ المؤسسات لما تطلبه من أقساط ترهق الطالب «يعني كل ورقة عليها ختم إدارة معناها حطّ إيدك على عشرة دولار».
من جهتها، لا تتخيل طالبة الإدارة العامة في جامعة خاصة في النبطية أماني فحص نفسها منتقلة يومياً إلى صيدا أو إلى بيروت. بُعد المسافات دفعها للدراسة في جامعة خاصة، قريبة من سكنها «إضافة إلى أني معتادة على المدرسة الخاصة، فلا يمكن أن أتقبّل أجواء الجامعة اللبنانية بكل ما فيها من فوضى ومشاكل ترتفع وتيرتها مع أحداث لبنان المتقلبة».
في المقابل، لا يجد طالب السنة رابعة إعلام في جامعة بيروت العربية علي حلّال فرقاً بين الجامعة الخاصة أو اللبنانية. فبرأيه، النظام التعليمي في لبنان يحتاج إلى الكثير من التطوير، وتظلّ شهادة الجامعة اللبنانية هي الأفضل.
أما آية، الطالبة في جامعة خاصة، فتقول: «هنا تشتري وجع راسك بمصاري، فأول مرة ذهبت فيها للاستفسار عن نظام الجامعة دهشت للاهتمام حتى شعرت بأني سأتسلم وزارة قبل التخرّج». لكن سرعان ما تبدلت الأمور بعد الفصل الأول، فكل يوم قصة جديدة، كما تقول، من تقوية اللغة الإنكليزية 150$ إلى تسجيل فصل 100$ وبدل خدمات 10$. «هيدا كلو وبعدنا ما تعلمنا شي، وعندما أتأخر عن موعد التسديد تبدأ الاتصالات والتنبيه حتى أصبحت أكره الذهاب الى الجامعة. وبعد معاناة، أنهيت المواد المطلوبة، لكني حُرمت من التخرج مع زملائي حتى سددتُ كل الأقساط المستحقة».