ديما شريفتذكرت كيف استفاض أحد الرفاق في البحث والتمحيص والتفكير ليتوصل إلى خلاصة مفادها أنّ المعارضة تعمدت الخسارة، والبرهان كيف أنّ قادتها كلهم فرحون. تذكرت الرفيق الذي وصل إلى الجلسة «جذلاً» بانتهاء الانتخابات الرئاسية الإيرانية «على خير». تذكرت كيف جاد بالكلام على أحمدي نجاد «الواقف ضد الإمبريالية». لم تنفع معه أيّ من البراهين التي قدمها الموجودون على أنّ هناك من هو أفصل منه. بقي مصرّاً على رأيه في «الرفيق نجاد». حتى إنّه اتهم من فضّل موسوي عليه بالعمالة لأميركا و«قوى الغطرسة».
أحسست بالدماء تغلي في عروقي، تماماً كما حصل أثناء تلك الجلسات. لكنني لم أعد أحتمل وفقدت أعصابي وبدأت بالصراخ. هرعت إلى الحمام وتقيأت كلّ القرف والغضب والمرارة التي كانت في داخلي. أحسست ببعض من الراحة أعرف أنّها لن تدوم. إذ إنّني بالتأكيد سأعود إلى حالة الغثيان غداً أو بعده. عدت إلى السرير. رفعت صوت الموسيقى وقررت وضع الجميع ورائي. تناسيت كلّ شيء. الانتخابات والسياسة والأحزاب وكلّ شيء كريه وعدت إلى شفتيه. على الأقل أعرف أنني أصرف وقتي «على شي بيحرز»!