بعلبك ــ علي يزبكيستمر صيد الطيور على أنواعها، المهاجرة والمستوطنة عشوائياً، على الرغم من كل التحذيرات بعدم اصطيادها، أولاً لمخالفة ذلك للقانون الذي يمنع الصيد حفاظاً على الطيور والعصافير من الانقراض، وتالياً خوفاً من مرض أنفلونزا الطيور الذي ما يزال موجوداً، ويخشى أن ينتقل إلى الإنسان عبر الطيور المهاجرة.
وبرغم وصولنا إلى أعتاب فصل الصيف، ما يعني أن الطيور المهاجرة قد غادرت إلى أقصى الشمال، إلا أن الأمطار الغزيرة التي هطلت في الربيع وكوّنت بحيرات في سهل البقاع دفعت بطيور مهاجرة كالرهو والبطّ إلى البقاء في المنطقة، حيث بنت أعشاشها، ما جعلها في مرمى الصيادين الذين فوجئوا ببقاء هذا الطيور خلال هذه الفترة. من هؤلاء أسامة (مستعار) الذي لم يتورّع عن قنص العديد من طيور البطّ، بالإضافة إلى طائر الرهو برغم أنه لا يؤكل! يبرر الصياد الشاب فعلته بالقول «الصيد هوايتي، وقد اقترب مني طائر الرهو فأطلقت عليه النار فسقط على الفور وأنا غير نادم». ولأسامة نظريته. فهو يقول إنه لو لم يكن هذا الطائر مريضاً لما بقي هنا. وإلا فلمَ لم يهاجر مع رفاقه؟
وبالرغم من كل الشروح من أن العشرات من هذه الطيور بقيت في أكثر من منطقة، وأن هذا لا يعني أنها كلها مريضة، إلا أن أسامة لا يقتنع ويصرّ بأنه إذا صادف طائراً آخر فسيقتله أيضاً.
ويؤكد الناشط البيئي جودت جعفر أن ما قام به هذا الصياد يتكرر في أكثرية المناطق. فقرار منع الصيد موجود، ولكن العبرة في التنفيذ. فالقوى الأمنية تصادر سلاح الصيد غير المرخص إذا مر حامله على أحد الحواجز الأمنية، أما إذا أخفى السلاح أو انتقل سيراً على الأقدام في البساتين والحقول «فإن رحلة صيد واحدة في هذه الأيام كفيلة بالقضاء على جيل من الطيور لأننا في موسم تفقيس البيض، وهذه جريمة كبيرة بحق الطبيعة والحياة البرية». يضيف أن البيئة والمحافظة عليها هما آخر ما يفكر فيه المسؤولون، ولكن الأوبئة التي بدأت بالتفشّي في العالم، وآخرها أنفلونزا الخنازير، توجب علينا أن نعيد الاهتمام بالبيئة ونتنبه للأخطار المحدقة، فالتشدد في منع الصيد لا يحافظ على أنواع الطيور من الانقراض فحسب، وإنما يجنبنا أخطاراً صحية مثل أنفلونزا الطيور التي ما زالت موجودة، كما يجب التذكير.