بعد سنتين وثمانية أشهر أحيا خلالها الزميل بشير صفير أمسيات موسيقيّة في «المكتبة العامّة لبلديّة بيروت» (الباشورة ــــ بيروت)، اختتم هذا النشاط أول من أمس مع برنامج متنوع كان لبيتهوفن، كمؤلف، ولغلين غولد، كمؤدّ، الحصة الأكبر فيه، حيث استعرض صفير ثلاثة مشاهد من تسجيلات مرئية لغولد وهو يعزف على البيانو. استمتع الحاضرون، الذين غلب عليهم حضور الشباب المهتم بالموسيقى الكلاسيكية، بالمقطوعات التي عرضت. بعضهم كانوا من المتابعين للجلسات منذ بدايتها لما كانت تمثّله من بقعة ضوء لمحبي هذا النوع الموسيقي وسط هجمة من التردي الفني. كذلك، استمتع الحضور بشرح صفير الشيق الذي رافق كلّ معزوفة. فضحك الشباب لقصة الكرسي التي استخدمها غولد أثناء عزفه لخمس وعشرين سنة إلى أن اهترأت من دون أن يصلحها، كما استفادوا من المقارنة بينه وبين قائد الأوركسترا هربرت فون كارايان. انتهى اللقاء مع شريط مصوّر للفنان زياد الرحباني وهو يؤدي مقطوعة بعنوان «تحية إلى باخ» كان تلفزيون لبنان قد عرضها منذ سنوات. خرج المستمعون على أمل اللقاء مجدداً بصفير. بعضهم قال لصفير «نراك الشهر المقبل»، غير مقتنعين بأنّ تلك كانت الجلسة الأخيرة. فيما غادر آخرون محتجين على انتهاء لقاءات أثرتهم بالمعلومات عن الموسيقى الكلاسيكية، من خلال شرح صفير السلس والطريف. أما إحدى الزائرات للمرة الأولى فقد عبّرت عن ندمها على عدم حضورها الجلسات السابقة عن الموسيقى الكلاسيكية التي «لا اهتمام بنشرها بين الشباب»، كما قالت.(الأخبار)