هالة جعفرتخرج باكراً كل يوم ورئتاك المشوهتان مليئتان بهواء موبوء. لن أشتُمك مجدداً كخرقاء اعتدت على رؤيتها في كوابيسك، تحدّد مخيلتها معالم علاقات أبدية بعد مشاهدة فيلم هندي. هكذا، أصحو عندما لا أجد تلك المنفضة تحت السرير.
لن أنتعل حذائي اليوم. قررت السير حافيةً. سأدوس على الألم بشدة كي لا أعود أشعر به. ربما سيكون الأمر أقل تعقيداً، لو يقضى عليّ برصاصة أو بعبوة ناسفة من تلك التي يستخدمونها للنّيل من أحد مهم. فأنا أيضاً مهمة، ولم يبقَ الكثير من الوقت حتى أفجر الأدمغة التي ستصادفني. لن أكتب مناشير لتنبيههم، سوف أجعل موتهم صدفة، لأشاهد رؤوسهم تتطاير. عندها فقط، سأُشعل أول سيجارة في حياتي وأمجّها بنهم.
لن أمتطي الحروف لإدراكي أني لن أخرج من هذا القبو، وأن وجهك سيتعفن كعقب تلك السيجارة. كن على يقين بأنني لن أقدم على قتلك بنفسي. سأدفع أجراً رخيصاً جداً للتخلص منك.
هل تعلم أنني أبحث عن حلول أخرى من تلك الكفيلة بإبقائك إلى جانبي بعد التخلص من القذارة التي يعجّ بها رأسك؟
هل تعلم أن جسدي مسكون بالتعب وأني لم أعد أجد مكاناً للنوم بجانبك، وأن وزني بدأ يقل تدريجياً، بعدما عزفنا عن تناول وجبة من الفيتامينات المفيدة سوية؟ أعرف أنك ستقوم ببيع رأسي حين تفتقر إلى مال يكفيك لسداد دينك أو لدفع ثمن سيجارة تُشعلها قبل النوم. أضحيت متيقنة بأن ما أفكر به ليس جنوناً ولا سخافة كما ستقول لي عندما أرطم رأسي بالجدار. فهذا ما أراه عند إبعاد أنفك عن أذني. هذا ما يراودني عندما تحاول انتزاع فمي من ذلك الوجه الذي يطرح عليك أسئلة تكرهها. يتهيأ لي أنك ستمسك بريشتك اليابسة وأنا أقف بانتظار لوحة ستولد فيك من دون ألم. كنت سأشعر حينها بأنني ما زلت أجذبك لتمرّر ريشتك على عنقي. كنت سأدفع عنك بؤسك بقبلٍ بين أصابعك السابحة على جسدي.
أخرج يا هذا. فلن أبقيك وحيداً تدور كذبابة في هذه البقعة الباردة. سنجد مكاناً آخر نستطيع أن نغفو فيه طويلاً. مكاناً يخرج فيه الفجر من ظلام حالك والياسمين يعبق في أنوفنا. لن أبقيك عرضة للافتراس. سأحملك كطفل يحتاج للعناية.