بنت جبيل ــ داني الأمينانتهى العام الدّراسي، وبدأت العطلة… لا شيء ينتظره الأطفال في القرى والبلدات الحدودية، غير الأزقّة والحقول القليلة الباقية، بعدما توجّس الأهالي من دخول أطفالهم أغلب الحقول التي لربّما انتشرت فيها القنابل العنقودية منذ حرب تموز 2006 وفي مناطق اندحر منها الاحتلال، من دون أن تؤهلها الدولة. حتى أنّ أبناءها الميسورين لم يتجرّأوا بعد على إنشاء المطاعم والملاهي الخاصة. وحده نهر الليطاني الذي يبعد مئات الأمتار أو أكثر أو أقلّ عن مساكن الأهالي، هو حلم الأطفال وملاذهم للترفيه. يساعدهم على ذلك بعض الطرق الجديدة التي شقّتها الدول المانحة في بعض الأودية، لا سيّما طريق عام وادي السلوقي الذي يصل العديد من القرى والبلدات بعضها ببعض، ويؤمّن لأبنائها خطّ سير سهلاً وقصيراً يوصل مباشرة إلى نهر الليطاني، العابر من بلدة قعقعيّة الجسر (قضاء النبطية). هذه الأيام، تعجّ المتنزهات الكثيرة هناك، التي يتّبع أصحابها سياسة خفض الأسعار، لاستيعاب أكبر عدد من الزبائن، بالأهالي والأطفال. بيد أن اللافت هو عدم الاكتراث بالمحافظة على نظافة مياه النهر. فالكثيرون يعمدون إلى رمي الأوساخ فيه ليبدو خلال النهار كمستنقع مليء بالأوساخ. فتظهر أكياس النايلون وفضلات الأطعمة بالقرب من الأطفال الذين يسبحون في المياه من دون الخوف على صحتهم. يحرص العديد من الزبائن المحدودي الدّخل على جلب بعض الأطعمة معهم من منازلهم بهدف التوفير، أمّا الأكثر فقراً منهم، فيحاولون الوصول إلى أماكن ملاصقة للنهر لا يستثمرها أحد، يضطرّون لعبور طريق ترابية وعرة وطويلة للوصول إليها.
أما البعض، ممن يفضّلون التفيّؤ في ظلال الأشجار المنتشرة على الطريق العام لوادي السلوقي ووادي الحجير، فيتعرضون لمخاطر كثيرة بسبب انتشار القنابل العنقودية في تلك المنطقة، في مقابل عدم وجود أية إشارة تنبّه لوجودها. فقد سبق أن عثر المواطنون على العديد من هذه القنابل، وقد انفجرت إحداها في أحد أبناء بلدة حولا الذي نزف كثيراً قبل أن توافيه المنيّة. فبين عدم وجود إشارات لمنع الاقتراب من القنابل العنقودية في الحقول الجميلة في وادي الحجير ووادي السلوقي، وعدم وجود اللافتات التي تنبّه الأهالي إلى ضرورة عدم رمي الأوساخ في النهر، تزداد مخاطر العطلة الصيفية.