كامل جابر ـ خالد الغربيفي تلك الغرفة التي اقترع فيها قبل عشرة أيام الرئيس فؤاد السنيورة داخل ثانوية نزيه البزري الرسمية في صيدا، نهار الانتخابات النيابية، راح تلميذ علوم الحياة حسن دقدوق يبسط قدمه الموضوعة في الجبس بسبب كسر أصابها قبل أيام ليعالج أسئلة مادة الجغرافيا، متمنياً أن يحالفه الحظ، وأن تكون الغرفة فأل خير عليه كما كانت على السنيورة. هكذا امتحن حسن، أمس، مع نحو 2116 من زملائه في محافظة الجنوب، وسط هدوء مشابه للمناطق الأخرى، فيما بلغ عدد المرشحين الذين تغيّبوا 39 مرشحاً. وقالت التلميذة في العلوم العامة مريم زبيب إن أجوء اليوم الأول كانت إيجابية، والأسئلة متوقعة، والمراقبة جيدة، لكنها شكت من حرارة الطقس التي رفعت منسوب التوتر. أما إحدى الأمهات، فطلبت من الإعلاميين الداخلين إلى أحد المراكز الاستفسار عن ابنها بعدما زوّدتهم باسمه: «الله يرضى عليك طمّني عنه كيف عم يشتغل، الليلة ما نام».
في النبطية، خيم هدوء تام على امتحانات علوم الحياة في مدرسة عبد اللطيف فياض، وعزا رئيس المركز أحمد حمود الأمر إلى جدية التلامذة المرشحين، وخصوصاً في مادة علوم الحياة، التي تحتاج إلى تركيز وهدوء. حضر إلى المركز 330 تلميذاً مرشحاً للغة الفرنسية، وواحد للغة الإنكليزية، بينما تغيّب سبعة. وقد أفرد المركز غرفة خاصة للتلميذة ليال مسرة بسبب إصابتها بكسور، لتشرف على رعايتها مراقبتان.
وتفقّدت رئيسة المنطقة التربوية في محافظة النبطية نشأت الحبحاب، يرافقها رئيس المصلحة المشتركة في وزارة التربية خليل أرزوني، سير الامتحانات في المركز، وأثنيا على الأجواء الهادئة والطبيعية، فيما أشارت الحبحات إلى أن عدد المرشحين في فرع علوم الحياة بلغ 935 مرشحاً في محافظة النبطية، توزعوا على أربعة مراكز في النبطية ومرجعيون وبنت جبيل. أما عدد مرشحي فرع العلوم العامة في المحافظة، فقد بلغ 395 مرشحاً توزّعوا على ثلاثة مراكز في النبطية ومرجعيون وبنت جبيل.
كذلك، تفقدت وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري سير الامتحانات الرسمية في عدد من المراكز في المناطق، واطلعت من رؤساء المراكز والمراقبين والتلامذة على أجواء الامتحانات، كما التقت عدداً من الأهالي الذين رافقوا أبناءهم، وطمأنتهم إلى سير المسابقات، لتصرّح خلال جولتها في صيدا أنّ هناك الكثير من الجدية، والتلامذة مرتاحون، و«المراكز بمعزل عن أي تدخل خارجي، وهذا ما حرصنا عليه منذ البداية».