صور ــ آمال خليلطرابلس ــ عبد الكافي الصمد
قارئ خريطة احتفالات أمس بيوم اللاجئ العالمي، سيرى بوضوح ما يشير إلى التجمعات المعنية فعلياً بهذا اليوم، من مخيّمات الشمال التي أحيت المناسبة مضاعفة، إلى الجنوب الذي صنع فيه أولاد فلسطينيون أيضاً، الحدث.
أما في الجنوب، فقد وقف اللاجئون الصغار، كالمحترفين، أمام صورهم التي التقطوها في مخيّمات البص والرشيدية والبرج الشمالي، وعرضت في مركز باسل الأسد الثقافي. واختار الطفل سامي يوسف (11 عاماً) أن يصوّر قبراً لشخص لا يعرفه وتوفي قبل أن يولد. القبر الأزرق كما ظهر في الصورة كان وحيداً وملقى على شاطئ مخيم الرشيدية تكسوه الأعشاب والزهور البرية. بالنسبة إلى سامي، لا شيء يفسّر انقياد عينيه لتصوير القبر سوى انتمائه كلاجئ إلى المكان. أما بالنسبة إلى القبر والمخيّم برمّته فقد جال بدون جواز سفر مدناً أوروبية وعربية عبر صور التقطها سامي وأطفال آخرون. المشروع التصويري الذي أنتج مئات الصور في شهري شباط وآذار 2007، كان باكورة عمل جمعية «ذاكرة» في المخيمات الفلسطينية حيث يصوّر الأطفال اللاجئون بأنفسهم أماكن سكنهم ودراستهم وعملهم ولهوهم.
في المعرض الذي نظم بالتعاون مع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، تحوّل خليل هويدي وياسمين عزام وأترابهما اللاجئون إلى محط لعدسات الكاميرا. ويلفت علي طحطح، عضو الجمعية، إلى «أننا حاولنا توسيع رقعة طموحات الأطفال وأحلامهم خارج الأسلاك الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تخنق مخيماتهم». ويوضح «أننا بصدد تنظيم دورة تدريب متخصصة على التصوير الفوتوغرافي في مخيمات صور». يذكر أن المعرض ينتقل إلى صيدا وبيروت خلال الشهر المقبل. وفي مخيم البداوي، أتى احتفال فلسطينيي الشّمال أمس باليوم العالمي للاجئ مضاعفاً، وخصوصاً بالنسبة لأبناء مخيّم نهر البارد الذين نزحوا من فلسطين قبل أكثر من 60 عاماً، ثم اضطروا للنزوح مجدداً من مخيمهم منذ أكثر من عامين، ما جعل اللافتة التي رفعوها أمس تأتي معبّرة عن المناسبة، إذ حملت الآتي: «إعمار البارد عودة على طريق العودة، ومحو لآثار النكبة الصغرى على طريق محو آثار النكبة الكبرى».
هل ستعودون يوماً إلى فلسطين؟ سؤال جعل الكثيرين من أبناء المخيّمين يقفون أمامه مشدوهين للحظات قبل أن تتوالى الإجابات. «إيه رح نرجع، بس إيمتى وكيف الله وحده بيعرف»، يقول أحد المشاركين في النشاط. تسمعه إحدى المشاركات فتسارع إلى القول: «خلي إيمانك كبير، رح نرجع لأرضنا، رح نرجع».
أما الخطباء في الاحتفال الذي نظمته الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين فركزوا على مفصلين: حلم العودة إلى فلسطين، وعودة من لم يعد بعد إلى مخيّم نهر البارد. ورأى مسؤول إعلام حركة فتح في الشمال مصطفى أبو حرب، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «ما كان ليتجرأ على ما قاله، لولا الغطاء الذي منحه إياه باراك أوباما السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، في إشارة انتقادية وتهكمية إلى خطاب الرئيس الأميركي إلى المسلمين قبل أيام من القاهرة.
وأكد مسؤول الجبهة الديموقراطية في الشمال أركان بدر، أن «إعادة إعمار مخيّم نهر البارد خطوة على طريق دعم الشعب الفلسطيني من أجل العودة إلى الوطن».


التراث اللبناني الفلسطيني

اختار القيّمون على مركز «مصان» لذوي الاحتياجات الخاصة «التراث اللبناني ـــــ الفلسطيني» عنواناً لفقرات احتفال نهاية العام الدراسي المقرر مساء اليوم في صور. واتخذ المركز من يوم اللاجئ العالمي مناسبة للتضامن مع آلاف الفلسطينيين الذين يقيمون في صور ومحيطها من خلال أطفال المركز من ذوي الاعاقات السمعية والبصرية والعقلية والحركية. وبالتزامن مع الاحتفال، تقيم جمعية نبع والمجلس النروجي للاجئين معرضاً تراثياً فلسطينياً للمناسبة في مركز باسل الأسد الثقافي. الاحتفال بالمناسبة يتكرر في المنطقة التي تضم 9 تجمعات منها البرج الشمالي والبص والرشيدية والقاسمية والواسطة.