كرمى سلامةمنذ قرّرت أن أتزوّج وأُنجب تراودني فكرة تُقلقني. بتّ بدل أن أسأل خطيبي ماذا سنُسمّي الطفل، أسأله: «ماذا لو كان طفلنا مثلياً؟» هو كان واضحاً وصارماً: «سأتقبّل الموضوع وأحاول أن أتأقلم معه». يتقبّل خطيبي المثلي الجيني فيما يرفض مثلي الهوى.
أما أنا، فبعد متابعتي لقضايا الهوية الجنسية والبحث في أفخاخ الجسد، الأمر مختلف لدي تماماً.
في مراهقتي كنت أكره الشاب «الفوفو» كما يُسميه أصدقائي. ولا أنسى أبداً يوم علم أبي بهوية زميل له في العمل، كان من زملائي الجامعيين في الوقت ذاته. يومها قال مستنكراً: «كيف يمكن شاباً ذكياً ومثقفاً أن يكون مثلياً؟!».
ولكن مع تقدمي في السن، أصبحت أنادي بحقوق المثليين على الأرض، وخصوصاً بعدما أصبح لدي أصدقاء مثليون أحبهم وأحترمهم. كلما اقتربت من بعضهم أكثر شعرت بالأسى حيالهم. فهم أذكياء ومبدعون، يعيشون في الظلام، في ظل حرمانهم من الكشف عن هويتهم الجنسية. أصدقائي المثليون لا يختلفون عن غيرهم من الشباب في شيء، إلا أن رهاباً اجتماعياً يلفّ الحبل حول رقابهم. ذاك الحبل هو ما يخيفني. ترعبي فكرة أن يلتفّ حول رقبة ابني كذلك. أخاف عليه. أخاف أن يُعاقبه أصدقاؤه في المدرسة وينبذوه. أخاف ألا يتقبّل جدّه وجدّته وأقاربه حقيقته. أخاف ألا يجد شريكاً له. أخاف أن تحرقه نظرات من يعلمون هويته. وأخاف أن ينتهي به الأمر إلى ألا يتقبّل نفسه، في مجتمع يعزله. لكل هذا التخلّف والظلم أخاف أن يكون ابني مثلياً.