عودة إلى الحمراء، ولكن انعطف قليلاً، نحن لا نتحدث عن الشارع الرئيسي، انعطف قليلاً، واذهب في الشارع الموازي للشارع الرئيسي، ذلك الذي يبدأ عند البنك البريطاني.هذا الشارع بدأ يتحوّل إلى جاذب للراغبين في افتتاح مقاهٍ ومطاعم جديدة، أسماء تتوالى فيه، من «دو براغ» و«لو روج» و...
«كعكايا» يقع في منتصف الطريق تقريباً، في الصيف ستجد طاولات الفسحة الخارجية مليئة بالزبائن، يبدو المكان للمار بقربه أشبه باستراحة، تتنوّع الوجوه، لكن معظم الرواد من الجيل الشاب، جاؤوا ليتذوّقوا طبقاً جديداً أو لتدخين النارجيلة، هذه الأخيرة صار وجودها «رئيسياً» في المقاهي أو المطاعم.
ما الذي يميز المكان غير موقعه؟
إنه الكعك يا عزيزي.
نعم كعكة السمسم التقليدية التي كنا نشتريها في المدرسة من بائع الكشك الصغير، أو يجول بها بائع متنقل، «ينده» لمن يرغب بأن يتذوق، هذه الكعكة صارت جزءاً رئيسياً من أطباق متنوّعة.
لنتوقف لحظة، ونزد في الشرح، قبل فترة قصيرة أطلق «أبو عرب» سلسلة مخابز تحمل اسمه، تخصصت في صناعة كعكة السمسم وبيعها مع الجبن أو الصعتر، نجاح السلسلة أثار المهتمين، وصارت تتعدد المخابز المماثلة، أينما اتجهت في بيروت تقع عيناك على لوحة تشكل كلمة «كعك» جزءاً منها.
عودة إلى «كعكايا» أو Ka3kaya وفق اللغة الإنترنتية الجديدة. في هذا المطعم تقلص حجم الكعكة، حتى صارت بعض الأطباق تُقدم ما يمكن وصفه بـ«ميني كعكة بسمسم»، وثمة أطباق أخرى بكعكة أكبر حجماً.
المهم أنك في ذلك المطعم الذي تطغى عليه ألوان الكعك تحتار ماذا تتذوق، كعكة بقشوان أو جبنة كعاوي، أو ثالثة باللبنة أو... أو تطلب سلة متنوعة. قد تضايقك قليلاً رائحة النراجيل، لكنك ستتذكر بالتأكيد أن النارجيلة باتت في كل مكان.