قاسم س. قاسمطيب يا خيّتا، بما إنك تعبانة وكنتي عمّال تخبرينا عن الداخل ومخيماتو، تعالي إسمعي عن ولاد الشتات ومخيماتنا. إحنا بلبنان ممنوع علينا نشتغل بسبعين شغلة. قال هادا بساعد على التوطين، وممنوع علينا نتملك بيوت كمان هادا بساعد على قبولنا بالتوطين. أنا مش قادر أفهم، كل شي ممكن يحسن وضعنا كبشر بيقولولك ممنوع، وبساعد بالتوطين. أما السبب قال ليكون في عنّا دافع نرجع على فلسطين وقت ما تتحرر! طيب كيف بدنا نرجع وإحنا جوعانين؟ ضروري نموت على طريق العودة؟ المهم خيّتا بلبنان وعلى باب كل مخيم في لافتة بتخبرنا قديش إحنا بعاد عن الحدود مع فلسطين. ما تتصوري قديش بتستفزني هادي الأرقام، يعني إحنا قريبين كتير منكو بس ما فيناش نفوت. ليش؟ علشان في شريط شائك؟ شو بيمنعني إنزل على بيتي بدير حنا؟ بيتنا جنبكو بالجليل، ولا لأ؟ هالكم جندي إسرائيلي اللي قاعدين بأرضنا؟ ولا بالبيوت قاعدين المستوطنين؟ كلها ست ساعات من هون من ضاحية بيروت لضيعتي دير حنا.. إسمعي، معقولة بيتنا بعدو زيّ ما كان أو في حدا ساكن فيه؟ أو ما فش بيت من أساسو؟ المهم ستي الله يرحمها جابت مفاتيح بيتها معها وأوراق الـ«طابو»، وبالمناسبة ستّي مش الوحيدة يلي سوّت هيك في كتار ستّات عملوا مثلها. كل هادا كرمال ما يضعش حقنا بس نرجع ونعرف بيوتنا وين.
إيش بدي خبرك لخبّرك عن مخيماتنا، بخبّرك لمّا تمطّر إيش بصير فينا؟ عنّا كل ما تشتّي الدنيا موسمنا لا بيزيد ولا بيحلى (بالإذن من الست فيروز). هون كل ما تشتي بتطوف الدنيا وكل «خيرات الأرض» بتنبع من الأرض وبتوصل على بيوتنا. عندك يا خيّتا في شرايط كهربا ونباريش ميّ فوق راسك؟ بالمخيم عنّا إذا جربت تتطلعي بالسما ما رح تشوفي إشي غير النباريش. آه نسيت خبّرك المدافن بالمخيم كلها مليانة وصرنا ندفن العالم على الرصيف. اي والله. بس ما تضايقي أو تزعلي. من كام يوم قررت منظمة التحرير إنها تضم الرصيف لجبانة الشهدا بشاتيلا، وهيك عملت. والله ما عارف إيش بدي إحكيكي، إسا أنا يلي تعبت خليتيني أتذكر كل هادول؟ إسمعي ما بدي تقّل عليكي، بس بكرا أذا نزلت على دير حنا، إبعتيلي كم صورة للضيعة.
يااااه شو بلا ذوق نسيت إسألك انتي كيفك؟