انتهت الانتخابات النيابية قبل أسبوعين، من دون أن تنتهي تداعياتها الأمنية، بل استمرت في التمظهر في أشكال مختلفة. وفي هذا الإطار، نفت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، في بيان لها، ما أوردته محطة «أو تي في» التلفزيونية في نشرتها الإخبارية المسائية يوم 19/06/2009؛ حيث عرضت المحطة تحقيقاً آنذاك، يتعلق بزيارة البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير إلى بلدة فغال في قضاء جبيل، لإقامة قداس بدعوة من رابطة «كاريتاس». وجاء في التحقيق المصوّر أن أفراداً من فرع المعلومات نزعوا صور العماد ميشال عون وأعلام التيار الوطني الحر من شوارع البلدة، التي لا تزال موجودة منذ الانتخابات النيابية «وذلك بداعي مرور البطريرك صفير فيها». وأضاف التقرير التلفزيوني، إن رجالاً من قوى الأمن الداخلي المواكبة «تحوّلوا إلى ستائر لحجب صور العماد عون». في مقابل ذلك، شدّدت المديرية في بيانها على عدم قيام أيّ من رجال الأمن بنزع أي صورة أو شعار من البلدة المذكورة أو سواها.ومن جهتها، استغربت إدارة المحطة هذا النفي، مؤكّدة أن ما حصل «مسجّل بعدسات التصوير (فيديو)، حيث يظهر أحد أفراد القوى الأمنية (اتهمته بالانتماء إلى فرع المعلومات) وهو يعمد إلى إنزال علم للتيار الوطني الحر كان موجوداً في المنطقة أثناء الزيارة المذكورة». ولم تكتفِ المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بالنفي، بل أعلنت في بيانٍ لاحق، طالبةً بثه في نشرة الأخبار، عملاً بقانون المطبوعات، أن «شعبة المعلومات توصلت إلى معرفة كامل هوية الشخص المعني (ر.ز. 49 عاماً) من بلدة جبيلية ساحلية، ويعمل في إحدى المؤسسات الخيرية الإنسانية، وقد قام بنزع العلم عن العمود الكهربائي الذي يقع على مدخل الكنيسة، حيث يقام القداس الاحتفالي، وذلك بطلب من منظمي زيارة غبطة البطريرك صفير إلى البلدة بالتنسيق وبحضور منسق التيار الوطني الحر في البلدة السيد ألفرد شحادة خير الله». يذكر أن المديرية طلبت من المحطة إذاعة التوضيح الأول في نشرة الأخبار المسائية، استناداً إلى قانون البث التلفزيوني والإذاعي، وانطلاقاً من حق قوى الأمن الداخلي بالردّ، مكتفيةً بهذا الحد، من دون أن ترفع دعوى قضائية، فيما امتثلت المحطة لهذا الطلب، بحسب ما أكدت إدارة الـ«أو تي في».
وفي السياق نفسه، أكد منسق التيار الوطني الحر في المنطقة لـ«الأخبار» عدم توقّعه أي تداعيات لما حصل، فكل المسألة أن القوى الأمنية «أزالت بعض الصور، وطلبت إزالة بعضها الآخر، علماً بأننا نحن ومن تلقاء أنفسنا كنا قد أزلنا بعض الشعارات من المنطقة».
(الأخبار)