ليلى إبراهيم فرانأفرزت الانتخابات النيابية خاسراً ورابحاً، ولكن بوفاة الداعية الإسلامي الكبير فتحي يكن، الكل في لبنان خاسر. بفقدان هذا الكبير، الصوت الإسلامي السني الوطني المعتدل، خسر لبنان خسارة ما بعدها خسارة. ففي خضم التجاذبات السياسية الكيدية وتزايد الأصوات المسعورة من هنا وهناك، الداعية إلى الفتنة والتقاتل ما بين المسلمين الإخوة، كان صوت الفقيد الجليل يجهر بتحريم الفتنة ويحذر منها، ويدعو إلى التآخي ووحدة الصف في سبيل مواجهة عدو الأمة إسرائيل التي تتربص بالجميع وتتحيّن الفرص للانقضاض على الجميع سنّة وشيعة، مسلمين ومسيحيين.
وتوّج الداعية الراحل جهوده ومساعيه الوحدوية بإمامته صلاة الوحدة التي شاركت فيها الألوف المؤلفة من جماهير السنّة والشيعة الرافضين للفتنة المذهبية المقيتة. لم تستطع أصوات الفتنة أن تعلو على صوت الطهارة والإيمان والعقلانية والوحدة، فشتّان بين صوت يدعو للتصدي لإسرائيل ومواجهتها ومقاومتها، وصوت ضلّ الطريق وبات يهذي داعياً لنزع سلاح المقاومة وتحجيمها والتآمر عليها.
صوت الطهارة والإيمان والوحدة والمقاومة هو صوت الداعية المجاهد فتحي يكن، صوت كل لبناني شريف. قسماً، قسماً، هذا الصوت الطاهر المجاهد لن يخبو أبداً ولن يصمت أبداً بسبب الوفاة والموت، بل هذا الصوت المقاوم باقٍ إلى الأبد وإلى قيام الساعة حتى زوال إسرائيل من الوجود وعودة الحق المغتصب إلى أهله، وهذا بهمّة «قوات الفجر» (قوات فتحي يكن) التي أسّسها وسلّحها وأدلجها عقائدياً وإيمانياً فقيدنا الراحل لمقاومة إسرائيل والدفاع عن حرية لبنان وسيادته.
صوت فتحي يكن حي وباقٍ في ضمير أبطال المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية الذين هم من كل المذاهب وكل الطوائف ومن كل المناطق اللبنانية، وهم بمقاومتهم ونضالهم وجهادهم يؤكدون إصرارهم وحرصهم الشديد على التمسك بنهج فقيد الوطن الشيخ فتحي يكن في المقاومة والصمود والوحدة والعيش المشترك ونبذ الفتنة والاقتتال والشقاق ما بين الإخوة في العقيدة والوطن الواحد.