جاءتني هذا المساء رسالة هاتفية يقول نصّها «للتقرب من الله وتحميل أقوى برنامج للأذكار والتسبيح أرسل 110075 لـ9450 = 4 ج». وهو ما يعني أن تكلفة التقرب إلى الله عبر الهاتف أصبحت 4 جنيهات مصرية، وهو تأثر واضح بالأزمة العالمية التي شاع فيها الكساد، وبارت فيها السلع، حتى رأت جهة ما أن تسوّق لفكرة التقرب من المولى القدير، عبر الهاتف بتكلفة أقل من دولار واحد لسكان المحروسة. والإعلان أن الله موجود ويمكن التقرب منه لا يتوقف عند رسائل الموبايل، فالدعوة عالمية بإذن الله، والمؤمن كيس فطن، واطلبوا العلم ولو في الصين، وادعوا إلى الله ولو على الفايس بوك. تصلني الرسالة التالية من «جروب» اسمه «نداء الفجر»، وعنوان الرسالة «هنصلي كل صلاة في وقتها» دون أن يظهر من سيصلي، وما هي علاقة هذا الذي سيصلي بالشخص الذي سيتلقى الرسالة، والذي هو أنا. والرسالة تقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بتحب ربنا؟ وعايز تقرب منه أكتر وأكتر وأكتر؟أكيد طبعاً. طيب تعرف ايه أحب الأعمال لربنا؟».
آه طبعاً الحج عشان بيغفر الذنوب كلها وبترجع من الحج كما ولدتك أمك.
آه طبعاً الحج زي مانتا بتقول من أحب الأعمال لله ... لكن مش هوه أحب الأعمال لله
آه ... يبقى قصدك بر الوالدين وكده صح؟
لا يا سيدي برضه
امال ايه بس؟
حابب تعرف أحب الأعمال إلى الله والي تقربك منه دايما.. ادخل على اللينك ده»..
الدين، على ما يبدو، أصبح في يد الجميع، كما المحمول والساعة والولاعة وأشياء أخرى. وتحول إلى سلعة رائجة، لا تعطلها بورصة ولا أزمة، وإن استمرت الحال على ما هي عليه، فمن المتوقع أن... مممممم لا أعرف، قلت إني سأتوقف عند الملاحظة، وقد تدخلت ببعض السخرية التي لم أستطع أن أمنعها.
http://wanamaly.blogspot.com