لم يتوقع التلامذة الذين كانوا يقدّمون امتحاناتهم الرسمية في أحد المراكز، الذي نمتنع عن ذكر اسمه، التسلية التي قدمتها إليهم إحدى المراقبات. المعلمة الخمسينية، التي تعاني وزناً زائداً، إذ إنّها حضرت إلى المركز وهي تلبس ثياباً لا تناسب حجمها وشكلها الخارجي، ما شغل التلامذة لبعض الوقت بهمهمات ساخرة. لكنّها، بعد استقرارها في إحدى القاعات للمراقبة، أنذرت التلامذة منذ بدء اليوم بقسوتها في المراقبة. فخاف هؤلاء من كون «جَوّا صعب» و«كتير قاسية»، كما ردّدوا.بعد توزيع المسابقات والكراريس على التلامذة وبدء امتحانهم، فتحت المعلمة حقيبتها وأخرجت... رغيفاً من الخبز. ثم شُغلت بصنع «عروس» أكلتها. وقد تكررت هذه العملية مرة أخرى خلال اليوم الطويل.
بعدما أنهت طعامها، انتقلت المعلمة إلى العناية ببشرتها. فأخرجت من حقيبتها قوارير مراهم متنوعة وقضت برهة من الوقت وهي تدهن بعضاً منها على وجهها. ثم انتقلت للعناية بيديها فنالتا نصيبهما من الدهن والتدليك.
ورغم انشغال المعلمة بالاعتناء بجمالها الخارجي، فإن ذلك لم يمنعها من الصراخ على التلامذة من وقت لآخر كي ينظر «كلّ واحد قدامو».
آخر المشاهد التي قدمتها المراقبة للتلامذة، كان إصلاح حذائها. إذ انتبهت فجأةً إلى أنّ «صندلها» الصيفي بحاجة إلى بعض الصيانة، فأخرجت من حقيبتها أيضاً، صمغاً وخلعت فردتي حذائها. ثم قضت بعض الوقت في إلصاق النعل كي لا يقع.
ولم تمرّ هذه المشاهد على التلامذة بهدوء، إذ فقد بعضهم التركيز بسبب اهتمام المعلمة بنفسها طوال اليوم.
(الأخبار)