أمل عبد اللهفاقت نتائج العلاج التجريبي الذي خضع له عدد من مرضى سرطان البروستات كل التوقعات. ففي التجارب التي قام بها فريق «مايو كلينيك» الطبي في الولايات المتحدة الأميركية، تقلص الورم السرطاني دراماتيكياً عند ثلاثة من المرضى الذين خضعوا للعلاج التجريبي، ما سمح باستئصال الورم جراحياً بعدما كان هذا الأمر مستحيلاً. أما العلاج المستخدم فيُعرف باسم Ipilimumab أو MDX-010، وهو علاج مناعي مكوّن من أجسام مضادة (antibodies) مهمتها تحفيز الجهاز المناعي ليتولى مكافحة الخلايا السرطانية والقضاء عليها. تقوم العلاجات الحالية، لا سيما في المراحل المتقدمة من المرض التي تستحيل معها عمليات الاستئصال الجراحية، على التعاطي مع الهرمونات. فخلايا البروستات السرطانية تحتاج لهرمون التستوستيرون لكي تستمر. تقوم العلاجات الهرمونية بكبح إنتاج التيستوستيرون مسببة إضعاف الخلايا السرطانية. وقد خضع جزء من المشاركين في التجربة العلاجية للعلاج الهرموني، فيما عولج القسم الآخر بـ MDX-010.
يُذكر أن العلماء الأميركيين توصلوا إلى هذا الاكتشاف فجأة، وقد كانوا في طور تجريب عقار ipilimumab عندما لاحظوا أن أورام الرجال الثلاثة تقلصت، بحيث صار استئصالها ممكناً جراحياً.
قال الدكتور يوجين كوون من عيادة مايو إن النتائج التي حققتها التجربة فاقت توقعاته. وأضاف: «جراحونا لم يروا شيئاً كهذا من قبل. لقد تفاجأنا فعلاً»، وينوي الخبراء الآن تجريب العقار على 30 رجلاً آخر باستخدام جرعات أكبر، كما يأملون في تعميم التجربة على عدد من المستشفيات.
لكن لن يُتحقّق من نجاعة هذا العقار حتى يُتأكَّد من خلال تجارب متعددة أن الأمر لا يتعلق بخلل في التجربة نفسها.