صور ــ آمال خليلبعدما ارتاح الجنوبيون من أخبار العملاء خلال الانتخابات النيابية، وإثر استئناف مسلسل القبض على هؤلاء أمس مع اعتقال الأمن العام مشتبهاً به من بلدة القليعة في قضاء مرجعيون، يبدو أن إسرائيل تريد تعويض نفسها بأكثر الطرق مباشرة. هكذا، أخذت تتصل ببعض المواطنين مخترقة شبكة الهاتف الثابت، ما أشاع جواً من التوتر بين الناس الذين حفظوا «حركات إسرائيل» التي «تطلع من الباب لتدخل من الشباك». فقد أكد مواطنون من قانا «للأخبار» أنهم تلقّوا أمس اتصالات من «جيش الدفاع الإسرائيلي» يطلب فيها تعاونهم في الكشف عن مصير الجنود الإسرائيليين المفقودين في لبنان في معركة السلطان يعقوب، والطيار رون أراد، لقاء مبالغ مالية، داعياً إياهم إلى تتبّع الموقع الإلكتروني للجنة أهالي الجنود المفقودين. وينقل حسن شلهوب أن محدثه «تكلم معي عبر تسجيل آليّ، موجهاً الحديث إلى اللبنانيين من أصحاب الإنسانية الذين لا يتورّعون عن مساعدة أسر الجنود في استعادة أبنائها». جهة الاتصال بالطبع لم يظهر رقمها أثناء المكالمة، لكنها تركت للمهتمين رقماً أوروبياً يطلبونها عليه، ما يسمح عندها بالأخذ والرد. شلهوب رأى أن فخ الاتصالات هو الطريق الأسهل لتجنيد العملاء، «كأنّ إسرائيل تطلب خيانتنا بلادنا لتوظيفنا لديها برتبة عملاء».
إحدى المواطنات أرادت خوض التجربة بدافع الحشرية، فاتصلت بالرقم المذكور الذي تبين أنه من إحدى الدول الأوروبية، ترجّح بريطانيا. اشترت بطاقة مسبّقة الدفع واتصلت بالرقم، وإذا بآلة تجيبها وتطلب منها الانتظار لتحويلها إلى الشخص المعني. انتظرت طويلاً حتى أسعفتها مندوبة وزارة الاتصالات اللبنانية لتخبرها أن رصيدها قد نفد. اعتبرت المواطنة أن «الأمر برمّته مناورة إسرائيلية لاختبارنا».
إشارة إلى أن الدخول الإسرائيلي على شبكة الهاتف الثابت يقابله تشويش غير مسبوق تشهده شبكة الهاتف الخلوي. ولم يعد الكثيرون يفاجأون إذا ما طلبوا رقماً ما وردّ عليهم شخص آخر كان بدوره يتصل بشخص ثالث.