بسام القنطاردخل لبنان خريطة الدول التي تعاني من التصحّر منذ زمن بعيد، لكنه لم يدرج بعد على لائحة الدول التي تكافح التصحّر جدّياً بالمقارنة مع دول مجاورة كسوريا والعراق.
يظهر المؤتمر العاشر لتربة المناخ المتوسطي، الذي افتتح أمس في فندق كراون بلازا، أنه لولا بعض المشاريع التي تنفذها جهات ومنظمات دولية نتيجة توقيع لبنان على اتفاقية مكافحة التصحّر، لأمكن الحديث عن انعدام هذه المشاريع لبنانياً. ورغم أنه أُعدّ مشروع قانون لاستحداث وحدة لمكافحة التصحّر في وزارة الزراعة، إلا أنه لم يبصر النور. كما أن انخفاض الموازنة السنوية للوزارة يجعلها غير قادرة على الإدارة المستقلة والفاعلة لملف يتفاقم كل عام بازدياد انعكاسات ظاهرة التغيّر المناخي.
ولقد نجح المجلس الوطني للبحوث العلمية في استضافة هذا المؤتمر الذي يعقد كل عامين في إحدى دول المتوسط، مستقطباً 95 خبيراً وعالماً من 19 بلداً. وسيناقش المؤتمر، الذي ينظم بالتعاون مع الاتحاد الدولي لعلماء التربة، 53 بحثاً علمياً، على مدار 5 أيام، إضافة إلى القيام برحلة إلى مناطق لبنانية عدة تمثّل تربتها نموذجاً لما يسمى تدهور الأراضي، وخصوصاً في السفح الغربي لجبل لبنان وفي سهل البقاع.
الأمين العام للمركز الوطني للبحوث العملية د. معين حمزة أكد في حديث إلى «الأخبار» أن عدد المشاريع البحثية بشأن علوم التربة يتضاءل تضاؤلاً كبيراً في لبنان، ولقد موّل المجلس 8 من 10 مشاريع قدمت إليه العام الماضي. وأشار حمزة إلى أن هذا النقص في الأبحاث مردّه إلى اتجاه الباحثين نحو التعليم وانصرافهم عن الأبحاث، رغم أن التربة اللبنانية بحاجة إلى متابعة مستمرة نتيجة تعرضها لضغط بشري كبير وللتلوث والاستنزاف والانجراف باستمرار.
وأكد المدير العام للمركز الدولي لبحوث الزراعة في المناطق الجافة (إيكاردا) محمود الصلح أن المركز طوّر تقنيات مهمة في سوريا والعراق للمساهمة في الحد من انجراف التربة الزراعية، لكنّ هذه التقنيات لم يُعمل بها في لبنان.
وأشار الصلح إلى أن الاتجاه العالمي في الزراعة اليوم هو عدم حراثة الأرض بل زرعها مباشرة عبر آلة تساعد على ثقب الأرض لوضع البذور دون تقليب التربة. ولفت إلى أن سوريا استطاعت صنع نسخة محلية لهذه الآلة التي تبلغ تكلفتها حوالى 60 ألف دولار، بتكلفة لا تزيد على 1400 دولار، ما أسهم في زيادة الإنتاج وتوفير الكلفة وزيادة الأرباح، إضافة إلى الحفاظ على التربة.
ولفت الصلح إلى أن لبنان يحتاج إلى تطوير الزراعة لكي يكون قادراً على المنافسة، إضافة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات تتعلق بالإفراط في استعمال المبيدات الزراعية، مشيراً إلى وجود «مافيا مبيدات» في لبنان لا همّ لها إلا تحقيق الأرباح.
تضمّن افتتاح المؤتمر مداخلات لمدير المركز الوطني للاستشعار عن بعد طلال درويش، وممثل الاتحاد الدولي لعلماء التربة أحمد مرموت، وممثل المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة خالد بن محمود، وممثل منظمة الزراعة والأغذية الدولية علي مؤمن.