في كلية الإعلام والتوثيق يتشارك طلاب السنة الأخيرة، المشاكل ذاتها في ما يخصّ مشاريع التخرج: غياب معدات الحيّز التطبيقي، ضعف الإشراف مع عدم توافر المصادر، تكاليف باهظة لإعداد المشاريع، خطط عمل مشتتة، وضيق الوقت المحدد لتسليم المشاريعسمية علي
يصف طلاب كلية الإعلام والتوثيق (الفرع الأول) في الجامعة اللبنانية مشروع التخرج بورقة العبور نحو حياتهم المهنية بعد الجامعة، بدونه يبقى كل طالب منهم فقط «مشروع متخرج». حالياً بدأ طلاب السنة الثالثة بمختلف اختصاصاتهم، من الصحافة إلى العلاقات العامة والتوثيق وإدارة المكتبات، مراحل العمل والتخطيط لإنهاء مشاريعهم التي يفترض بهم تسليمها في الأول من تموز، وإذ بهم يصطدمون بعقبات كثيرة لم تكن في الحسبان.
تتحدث جيزيل خلف، وهي طالبة في قسم الصحافة الإذاعية والتلفزيونية، عن «المهمة الأصعب» أو مشروع تخرجها المتمثل بفيلم وثائقي يتناول ظاهرة الراب وانتشارها في العالم العربي. «مش عم نلاقي حدا يعملنا مونتاج بأقل من 800 دولار»، توضح جيزيل شاكية ارتفاع كلفة إنتاج الفيلم التي تتوقع أن تناهز الألف دولار أميركي!
يبدو أن ارتفاع كلفة المشروع هي المشكلة الأساس بالنسبة إلى جميع الطلاب، وخصوصاً في ظل غياب أي دور للجامعة لجهة تأمين بعض المستلزمات ككاميرات تصوير أو أجهزة مونتاج من شأنها تخفيف وطأة الكلفة المادية. يشكو طلاب الصحافة الإذاعية والتلفزيونية من غياب كاميرات التصوير عن كليتهم، فيرددون ساخرين: «كلية إعلام بدون كاميرا!».
بالنسبة إلى رامز القاضي، الطالب في قسم الصحافة الإذاعية والتلفزيونية، لا تقف المشكلة عند حدود الكلفة المرتفعة بل تتخطاها إلى المدة المحددة من الإدارة لإنهاء المشاريع وتسليمها لتُعرض في ما بعد أمام اللجنة المخوّلة وضع العلامات. يوضح رامز أن المهلة المعطاة للعمل على المشروع تتزامن مع التحضير للامتحانات النهائية، مشيراً إلى أن الامتحانات النهائية تنتهي في السادس والعشرين من الشهر الجاري، والتاريخ المحدد لتسلم المشاريع من الطلاب هو الأول من تموز. يضيف ممازحاً: «بدا معجزة القصة!».
قسم الصحافة الإذاعية ليس وحده ضحية الوقت وغياب المعدات، فإلى جانبه طلاب العلاقات العامة والصحافة المكتوبة. تروي ميسون عيسى أن إحدى شركات الطباعة طلبت مبلغ ألف وسبعمئة دولار مقابل طباعة ما يقارب ألف عدد من المجلة المطلوب إعدادها كمشروع تخرج لطلاب الصحافة المكتوبة. كما يشير زملاء لها إلى مشاكل أخرى كتعذر الحصول على مقابلات مع بعض الشخصيات. ما ينعكس مزيداً من التأخير لجهة إنهاء المشروع في الوقت المحدد. تقول ليليان، الطالبة في قسم العلاقات العامة، إن مشروعها المتمثل بإعداد حملة إعلانية لإحدى الشركات يواجه العديد من العقبات، وخصوصاً لجهة حصولها على تصريح يسمح لها بالتصوير داخل الشركة، مشيرة إلى أن الوقت ليس لمصلحتها. من ناحية أخرى يواجه طلاب التوثيق أزمة إشراف، فآلية عمل المشروع معقدة وتحتاج إلى مشرف، وخصوصاً أن المواد المعطاة لهم تعتمد على الجانب النظري أكثر من اعتمادها على ذلك التطبيقي. تحتج الطالبة إيمان باشا على إهمال الدكتور المشرف، تقول إنها قصدت مشرفاً آخر، لكنه طلب منها تأجيل مشروعها للدورة الثانية «لأنو ما عندو وقت حالياً». يستمع دكتور مادة الإخراج عدنان ياسين إلى ما يقوله الطلاب، معترفاً بوجود مشكلة يعزو سببها إلى «غياب التنسيق بين الإدارة والأساتذة، بالإضافة إلى عجز موازنة الجامعة عن تغطية تكاليف شراء معدات للتصوير والمونتاج». إلا أنه لا ينفي وجود تقصير من ناحية تطوير المواد التطبيقية وتعيين مشرفين قادرين على مساعدة الطلاب، الذين يعانون الكثير كي يتخرّجوا.


اقتراحات للتسهيل
تقترح دانيا شري، الطالبة في قسم الصحافة المكتوبة، أن تبرم الإدارة عقداً مع إحدى شركات الطباعة والمونتاج والتصوير يقضي بمنح الطلاب نوعاً من التسهيلات على صعيد الأسعار. كما تتحدث شري عن إحدى المشكلات التي تواجهها وهي تمنّع المؤسسات عن الإعلان في مجلتها «لأنها مجلة طلاب لا تباع في المحال التجارية». وتلفت دانيا إلى أن بعض المشاريع تتميّز بمحتوى جيد وبإخراج فني جذاب، متسائلة «لماذا لا تدعم الإدارة النماذج الناجحة عبر تطويرها وتحويلها إلى مجلة دائمة الصدور بدلاً من أن
ترمى جانباً؟»