ربى الحلوحتى اليوم ما زالت برامج تعليم اللغة العربية نادرة في المدارس اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية، ذلك على رغم انتشار لغة الضاد على صعيد الولايات في ثانويات عدّة، وفق ما نشرته المحلية الأسبوعية The Forward. واليوم يتطلع تلامذة ثانوية يشيفا إلى قراءة الإشارات باللغة العبرية، العربية كما الإنكليزية وهم في إسرائيل.
قبل بضع سنوات تقدّم ستّة مراهقين من ثانوية يشيفا العليا في Riverdale في الولايات المتحدة بطلب غير اعتيادي، ألا وهو دراسة اللغة العربية في المدرسة. معظم هؤلاء التلامذة الذين تحمسوا للموضوع أمضوا وقتاً لا بأس به في إسرائيل، يزورونها سنوياً منذ ولادتهم، فكان قرار مدير الثانوية الحاخام Tully Harcsztark بإضافة اللغة العربية لغة أجنبية مشابهة للإسبانية واللاتينية ضمن منهاج المدرسة.
اليوم بعد مرور خمس سنوات على بدء تطبيق هذا القرار، يدرس نحو 40 تلميذاً اللغة العربية ضمن أربعة، صفوف لكلّ واحد منهم دافعه الخاص: البعض يرغب بفهم العدو، أما البعض الآخر فيريد مدّ الجسور مع العالم العربي» وفق تعليق Harcsztark.
«يمثّل الصراع العربي ــــ الإسرائيلي جزءاً كبيراً من حياتنا، اللغة تساعدنا من أجل فهم أعمق لهذا الواقع» حسب تعليق Jonah Eidman وهو تلميذ في الثانوية يدرس اللغة العربية للعام الثالث على التوالي. بينما تقول Sarah Samuels كواحدة من بين أربعة عشر تلميذاً في الصف التاسع بعد إتمامها العام الأول من دراسة اللغة العربية «إنها لغة الإرهابيين»، ما أثار استهجان رفاقها، ويعقّب زميل لها على حديثها «ليس كلّ من يتكلم اللغة العربية سيئاً، معظمهم جيدون كأشخاص».
«أشعر أن الجميع يملك مفاهيم خاطئة عن العرب والفلسطينيين» حسب تأكيد Ariel Mintz المتشدّد الذي يعتمر القبعة اليهودية الدينية، ويكمل «أرى أنني إذا تكلمت اللغة العربية أستطيع أن أفهم الثقافة وما يجري فعلياً».
في الصف التاسع تتابع المجموعة دراسة مفردات نصّ بسيط وتركيبته اللغوية وهو يتحدث عن تذمر رجل من البرد في ولاية نيويورك، مقارناً إياه بدفء الطقس في ولاية كاليفورنيا، أما في الصف الأخير في المدرسة فيناقش التلامذة نصّاً يعبر من خلاله رئيس الوزراء السابق أرييل شارون عن ولعه بأعمال الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، من منطلق تعلقهما بالأرض.
Irrit Dweck (33 عاماً) أستاذة اللغة العربية تقول إن «العربية ليست لغة سهلة، أبجديتها مميزة والتلامذة يواجهون تحدياً، يمضون أشهراً كاملة لتعلم 28 حرفاً متصلة بعضها ببعض، غير أن مقارنتها مع العبرية تساعدهم أحياناً في استعياب اللغة الجديدة».


صعوبة التعلم

تدرك Dweck أن تلامذتها لن يصبحوا طليقي اللسان في اللغة العربية مع نهاية الثانوية، وتقول «الوسيلة الوحيدة لتعلم اللغة هو عيشها، وهم يعيشونها لمدة 40 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع»


إنها الموضة!

في العقد الأخير راجت بين الصحافيين الأوروبيين موضة تعلّم اللغة العربية، وذلك لأن المنطقة العربية تشهد صراعات باستمرار، لذلك فإنها ستكون مركزاً للمراسلين من مختلف أنحاء العالم