الضنية ــ عبد الكافي الصمدكشفت عاصفة البَرَد التي ضربت منطقتي جرد مربين وجرد النجاص في أعالي المنطقة الجردية من الضنية في 17 الجاري، أنها لم تكن مجرد «غيمة صيف»، لأن ما خلّفته من أضرار يقترب إلى حد القضاء الكامل على موسم الزراعة الصيفية الذي تعتاش منه مئات العائلات التي تعمل في المنطقتين لفترة بين 4 ـــــ 5 أشهر في السنة. فالساعات الثلاث التي تساقط فيها البَرَد، وبلغ سمكه أحياناً نحو 20 سنتيمتراً، امتد ليشمل جرد بلدة مشمش في عكار، المتاخم لوادي جهنم الفاصل الطبيعي بين قضاءي الضنية وعكار، حيث كانت الخسائر مماثلة، إضافةً إلى نفوق أكثر من 100 رأس ماعز.
ومع أن بعض كبار السن نُقل عنهم أنهم لم يروا مشهداً مماثلاً في حياتهم، فقد أوضح رئيس مصلحة الزراعة في الشمال معن جمال لـ«الأخبار» أن موجات برد وأمطار «تضرب المناطق الجردية عادةً في مثل هذه الأيام، لكنها لا تكون بمثل هذه الشدة».
وأشار إلى أن «فريقاً من المصلحة استطلع المناطق المتضررة، ورفع تقريراً أولياً قدّر فيه النسب المئوية للمزروعات المتضررة تمهيداً لرفعه إلى المسؤولين، وبيّن أن منطقتي جرد مربين وجرد مشمش تضررتا أكثر من منطقة جرد النجاص، نظراً لكون المنطقتين الأوليَين متجاورتين، وكانتا في قلب العاصفة، إضافةً إلى ارتفاعهما عن سطح البحر قرابة 1600 متر، فيما لا يتجاوز ارتفاع جرد النجاص أكثر من 1400 متر، عدا عن أن العاصفة مرت به جانبياً، حسب ما يتضح من حجم الأضرار الواقعة فيه». وفيما يلفت جمال إلى أن «نسبة الأضرار التي لحقت بالأشجار المثمرة تراوح بين 40 ـــــ 85 %، وأن الخضروات تضررت بما بين 25 ـــــ 65 %»، كشف التقرير أن أشجار التفاح كانت المتضرر الأكبر، فهي راوحت بين 85 ـــــ 95 في المئة في جرد مربين، أما بقية الأصناف، فتضررت بنسبة بين 70 ـ 80 في المئة، والبطاطا بين 50 ـ 65 في المئة، إضافة إلى حقل قمح تضرر بنسبة 35 في المئة.
أما في جرد النجاص، فتصدر التفاح الخسائر بنسبة بين 35 ـ 75 %، إضافةً إلى تضرر الأصناف الأخرى بنسبة راوحت بين 15 ـ 35 %، كان أبرزها لوبياء «عيشة خانوم» الذي يعد من النوعيات الممتازة والمرتفعة الثمن، عدا عن التبغ الذي تضرر بنسبة راوحت بين 40 ـ 70 %.