صيدا ــ خالد الغربيفضلاً عن النفايات المنزلية وأكياس النايلون التي تطفو أحياناً أو تعلق في دفاشات (مولدات) مراكب الصيادين، يطرح مكبّ نفايات صيدا. أو جبل الزبالة، بين الحين والآخر نفايات طبية خطرة تتضمن أحياناً أعضاءً بشرية، إضافة إلى تقاذف الأموج لأنابيب الأمصال الفارغة والعبوات الطبية والحقن، فيرمي بعضها على الشاطئ الرملي في عملية «ترانسفير» مستمرة من المدينة وإلى المدينة تعود. هكذا، يلاحظ المواطنون تزايد انتشار النفايات الطبية على امتداد الشاطئ الصيداوي برغم مكافحة البلدية، «نتيجة غياب التعاون الجدّي مع أصحاب الشأن»، حسب مصادر البلدية. فالكثير من المراكز لا تتقيّد بوضع نفاياتها في أكياس خاصة، بينما لا تُحكم أخرى إغلاق الأكياس جيداً حسب المصادر ذاتها.
اما الأمر غير الإنساني، فهو عثور عمال البلدية في الأشهر الماضية على أجنّة غير مكتملة، وصلت إلى المكبّ من بعض المستشفيات، كما عثر مراراً على أطراف مبتورة، ما يمثّل بدوره مخالفة للأخلاق وللشرع، ولا سيما في الدين الإسلامي الذي يلزم دفن أي عضو من أعضاء الجسد حتى ولو كان صغيراً.
«بطن المكبّ ولادة للتلوث البيئي، وهو يحبل وينجب باستمرار»، يقول محمود حلاوي، أحد المتريّضين على الكورنيش البحري الجنوبي. يضيف على كلامه المتهكّم تحذيراً من مخاطر النفايات الطبية «أنا مش خبير بيئي، بس هذا النوع من النفايات خطر جداً. فقد تكون هذه الأبر والحقن قد استعملت لأشخاص يعانون من أمراض معدية مثلاً».
لذا، نظّمت أمس بلدية صيدا، بالتعاون مع الوكالة الإسبانية للمساعدات الدولية وجمعيّتي «الحلول البيئية الدائمة» و«أرسينسيل» لقاءً موسّعاً تمهيداً لوضع الحجر الأساس لمركز معالجة النفايات الطبية في صيدا، وذلك في القصر البلدي، بحضور رئيس اتحاد بلديات صيدا والزهراني عبد الرحمن البزري، ورئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، ورئيس مجلس إدارة مستشفى صيدا الحكومي علي عبد الجواد، وعدد من مديري المستشفيات الخاصة. ولفت البزري إلى أن مشكلة معالجة النفايات الطبية معقدة، تبدأ على مستوى المركز الطبي وصولاً إلى كيفية التخلص منها نهائياً وبطريقة سليمة. وقال «إن صيدا هي العاصمة الطبية الثانية من حيث عدد الأطباء والمستشفيات والتدخلات العلاجية. وأشار إلى عدم وجود مطمر صحي في صيدا، ما يستدعي الحاجة إلى إيجاد حلّ علمي وصحّي للنفايات الطبية». أضاف: «الحل المقترح هو إنشاء مركز لمعالجة النفايات الطبية، وسيكون في منطقة الدكرمان (صيدا)، وقد تمت دراسة الأثر البيئي وأصبحت جاهزة». وتخلّل اللقاء مداخلات لكلّ من رئيس البرنامج البيئي في جمعية «أرسينسيل» جو بستاني وممثل جمعية الحلول البيئية المهندس ناجي شامية.