امتحن أمس تلامذة البكالوريا، فرعي الاجتماع والاقتصاد والآداب والإنسانيات، في كل المناطق. لكن تلامذة بيروت تميّزوا عن أقرانهم، إذ إنهم امتحنوا على وقع الرصاص والاحتفالات بإعادة انتخاب نبيه بري رئيساً للبرلمان
ديما شريف
«ليكي هون في رصاص، وهونيك كمان من الجهة الثانية». تشير الحاجة بيدها إلى الأرض على الرصيف المقابل لمدرسة رأس النبع الأولى الرسمية للبنات، حيث يمتحن تلامذة الآداب والإنسانيات في شهادة البكالوريا. لم تترك الحاجة مكانها منذ الصباح خوفاً على حفيدتها التي «فرطت بالبكي» صباحاً حتى قبل بدء الرصاص.
هكذا لم يمر حدث إعادة انتخاب نبيه بري رئيساً لمجلس النواب للمرة الخامسة بهدوء على التلامذة الذين امتحنوا في بيروت أمس. إذ عمّت أنحاء عدّة من المدينة الاحتفالات فحدث إطلاق كثيف للرصاص في أماكن متفرقة إلى جانب استخدام المفرقعات التي أزعجت الكثيرين.
في رأس النبع كان الوضع لا يطاق كما تقول إحدى الممتحنات. «منذ العاشرة طَوَشونا بأصوات الرصاص، ما عدنا نعرف نركز»، تقول الفتاة. وتضيف أنّ عدداً كبيراً من زميلاتها داخل قاعات الصفوف في المدرسة أصبن بهلع وخوف، وخصوصاً من لم يكن يعرف سبب إطلاق الرصاص. «إحدى الفتيات اعتقدت أنّ معركة ما وقعت بين الموالاة والمعارضة لكون المنطقة شهدت أحداثاً مماثلة العام الماضي»، تضيف الفتاة. زميلتها تتدخل قائلة «إذا سقطنا بيكون الحق على نبيه بري». أما أحد الشبان فيؤكد أنّ الرصاص لم يؤثر فيه، فهو من سكان المنطقة «وتعوّدنا على هالحركات».
خارج مدرسة رأس النبع الأولى الرسمية للبنات وقفت بعض الأمهات ينتظرن أولادهن. «بنتي بتخاف كتير، شو بدي اعمل»، تتساءل إحداهن. ثم تضيف «ما بيعرفوا إنو التلاميذ عندهن امتحانات وبدهن يركّزوا؟». تخبرنا كيف علقت أثناء حضورها إلى المركز بين مصدرين يطلقان النار ابتهاجاً. تتلقى اتصالاً من شقيقتها بأنّ «الرصاص متلّي الدني» وتنصحها بالبقاء حيث هي. فجأة يدوّي صوت انفجار، فيؤكد أحد الشبان أنّها قذيفة B7.
يبدأ بعض التلامذة بالخروج قبل الوقت، مؤكدين أنّ مسابقة الجغرافيا «كتير هينة» ولا تتطلب ساعتين لحلها. أما مسابقة اللغة العربية فهي «ليست صعبة كثيراً، لكن بعض الأسئلة كانت مطروحة بشكل صعب يتطلب عملاً كثيراً».
الوضع كان مشابهاً في فردان. فخارج مدرسة رمل الظريف الرسمية المختلطة، حيث امتحن تلامذة فرع الاجتماع والاقتصاد، تجمهر الأهالي ينتظرون خروج أولادهم. بعضهم لم يقوَ على المغادرة بعد بدء اندلاع الرصاص خوفاً على أبنائه. ما إن انتهى وقت الامتحان، حتى بدأ التلامذة بالخروج، فهرع بعض الأهالي ليقتنصوا فرصة السؤال عن أولادهم في الداخل، وعن مستوى المسابقات. وحدها هدى ظلّت تحت الأشجار على الرصيف المقابل للمدرسة. فهي تفضل أن تستظلّ بانتظار خروج ابنها. ثم إنها تعودت على «رهجة الامتحانات» مع ابنتيها سابقاً. «ما بخاف على رامي شاطر كتير».
أما التلامذة فكان معظمهم راضياً عن المسابقات. بعضهم أكد أنّ مسابقة اللغة العربية كانت سهلة جداً. البعض الآخر اعتبر أن أسئلتها ليست واضحة كثيراً، وتحتاج إلى التركيز. أما مسابقة الفلسفة والحضارات فيقول طارق اعتراضاً على كلام زميلته عن صعوبتها: «الدارس بيلاقيها سهلة كتير». ماذا عن الجو؟ تجيب لمياء إنّ المراقبة كانت جيدة و«الجو كتير منيح».


جدول الامتحانات

يتابع اليوم 3007 تلامذة في فرع الآداب والإنسانيات امتحاناتهم في التاريخ وعلم الاجتماع. أما تلامذة الاجتماع والاقتصاد الـ20400 فيمتحنون في التاريخ والفلسفة العربية. ويمتحن الفرعان في الرياضيات واللغة الاجنبية غداً، على أن تتوقف الامتحانات الأحد وتستأنف الاثنين مع الجغرافيا والاقتصاد في الاجتماع، والفلسفة في الآداب. أما الثلاثاء فيمتحن الفرعان في التربية والثقافة العلمية.