فرح السعيديلماذا رحلت دون علم، دون خبر، لماذا أنت الذي رحلت؟ لماذا أنت؟ أريد أن أرحل أريد أن أسمع دقة قلبك الميتة لكي أحييها من جديد، في ذكراك وفي آلامي هذه، لا يمكن أن أعزيك فما زلت بصدمتي التي فاقت التصور. فأيها القائد الذي فقدناه جميعاً، الذي تأثرنا به وغدونا في طريقه النضالي والثوري، أنت قائدنا الذي أعطى جلّ حياته لصون كلمة أبنائك وحمايتها، فنحن لم نستطع أن نحميك من جلادك.
اعذرنا. أنت قائدنا الذي كانت أهميتك وفعاليتك تفوق الكلمات المدونة في أسطري هذه. عرفناك ثائراً هائجاً على الظلم، حاملاً راية الفقراء، قاسماً بيمينك ويدك حمراء، تصرخ من بين الصخور ثورة، ثورة حتى النصر بعزمك. كنت قائد الثورات، بإرادتك وبانضباطك قدت الثوار تحت راية واحدة.
تأكد دائماً أنك راسخ في قلوبنا وعقولنا المشبعة بالإصرار، التي تأبى الرضوخ، فالثورة نهجنا نحن الأحرار وجيل النخوة والغضب. يا نبيّ الشهداء وقدّيس الثوار، فلتطمئن في مرقدك ولتنم بسلام، فالثورة مشتعلة ولن تطفئها أفواه المعتوهين، وخمرة النصر سنشربها بعد اغتسالها بكعب شهدائنا، عساها تكون صلابة في القلب وإيماناً بالثورة.
زرع حقدهم عبوة ناسفة فنالوا منك، ولكن لم يدركوا أن قطع جسدك التي تطايرت في أثناء التفجير كانت آلافاً مؤلفة من المضغ التي تحمل رايتك الحمراء. فمن هنا يا قائد ثورتي أقدم لك شهادتي المكللة بأعماق أرضي ومرصعة بأنفاس الثوار.