بيار الخوريمنذ مئات السنين، قبل ولادة السيد المسيح، كان هناك شخصية تدعى صولون. هو رائد عظيم في إعادة ازدهار أثينا حيث عمل على منح المواطنية الأثينية الكاملة إلى كل تقني أجنبي إذا كان مستعداً لأن يلقي بحظه إلى جانب المدينة التي اختارها. في عصرنا اللبناني المتخلف آلاف السنين، وفي خضمّ انفلات الوحوش العنصرية من مخادعها الحريرية والمعزولة داخل أحزابها الفرانكية، ينبري المتمرمغون في وحول الطائفية إلى انحسار نطاق انعزاليتهم ليصبح هامش إنسانيتهم محصوراً «بموارنيتهم». الموارنة عندهم أجناس: جنس عاطل ينزع الصليب عن الأعناق ليضعه في القلب، وجنس ممتاز يتبجح بالصليب ويضعه شعاراً سياسياً. أما الأرمن فهم في نظرهم أقلّ من جالية، إنهم غرباء عن وطن وقد نسوا أنهم رواد وعمال ومثقفون ساهموا في بناء لبنان الحديث.
لا يا أهل الطائفية والمذهبية والعنصرية، لن نسمح لكم، نحن العلمانيين بقرقعة عقولنا وضمائرنا بخبثكم الانعزالي الشوفيني، وستظل أقلامنا وكلماتنا منتصبة شامخة في وجه إقطاعكم حتى نبني وطن صولون وجمهورية أفلاطون. وأخيراً نصيحتي لكم أن تقرأوا فلسفة الإغريق وحكمتهم، لا انقساماتهم وحروبهم الداخلية هذا إذا كنتم تقرأون في الأصل.