شدد قائد الجيش العماد جان قهوجي على ضرورة «بذل أقصى الجهود لحماية المواطنين والحفاظ على استقرار البلاد»، وذلك بعدما تابع الوضع الأمني في بيروت، إثر الأحداث الأمنية التي حصلت، فاطّلع على التدابير المتخذة والنتائج التي آلت إليها المعالجات. وفي سياق ردود الأفعال، وصف مفتي الجمهورية، الشيخ محمد رشيد قباني، ما حصل من أعمال شغب في شوارع بيروت عموماً، ومنطقة عائشة بكار خصوصاً، بأنه «تعدٍّ على أمن البلاد والدولة، يراد به تعكير أجواء تأليف الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري». وأبدى قباني في بيان له «قلقاً على المشاعر التي أثارها نكء الجراح السابقة في نفوس المواطنين وألماً لما أصابهم»، داعياً القوى الأمنية إلى تحمّل مسؤولياتها حيال أي خلل أمني، وتكثيف جهودها لحفظ أمن الوطن والمواطن. من جهته، رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان، أن «ما جرى في بيروت أمس عمل سيئ جداً، وأن الفلتان والفوضى والتسيّب لا تدل على التربية الصالحة، ولا تمتّ إلى قيمنا». ورأى أن السلاح الذي يستخدم في النزاعات بين الأهل والجيران في الأزقة والشوارع، «هو سلاح مرفوض يجب نزعه من أيدي الناس»، مضيفاً: «ما نشهده من إطلاق رصاص في المناسبات هو أعمال مسيئة تنعكس سلباً على حياة الناس». بدوره دان عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار الحوري الاشتباكات التي وقعت أول من أمس، قائلاً: «مرة جديدة تحاول بقايا الميليشيات أن تفرض بالسلاح ما عجزت عنه في صندوق الاقتراع، فقدمت لنا نموذجاً دموياً في منطقة عائشة بكار ومحيطها بالاعتداء على الآمنين، وهو الأسوأ منذ 7 أيار». وتابع الحوري في بيان له، قائلاً: «لن نقبل المساواة ما بين القاتل والضحية، ولن نقبل منطق الفصل بين المدجج بالسلاح في الأحياء الداخلية لبيروت، والآمن في بيته، لكن سنستمر بالإيمان بمنطق الدولة والشرعية والجيش والقوى الأمنية». وفي السياق نفسه، رأى النائب هاني قبيسي في تصريح له أن الأمن في لبنان، وبيروت خصوصاً «يُمنع المسّ به تحت أي عنوان»، مديناً ما جرى أمس في عائشة بكار، ودعا الجيش والقوى الأمنية إلى اتخاذ «الإجراءات والتدابير الحازمة لردع أي مخالفة تستهدف الاستقرار وأمن أهلنا في بيروت». اختلف رأي النائب ميشال فرعون عن رأي القائلين بالربط بين الإشكالات الأمنية واستشارات تأليف الحكومة، إذ «لا رابط بينهما»، عازياً الأمر «إلى تراكم توترات سابقة، وخاصة خلال ظواهر الحماسة وإطلاق النار إثر انتخاب الرئيس بري وتكليف النائب سعد الدين الحريري». كذلك رأت لجنة الطوارئ في «اللقاء الإسلامي الوحدوي»، برئاسة عمر غندور، أن اللبنانيين «فُجعوا بالاشتباكات التي دارت على أبواب منازلهم، وتحت الشرفات في بعض أحياء العاصمة، وذلك نتيجة التعبئة المركّزة وشدّ العصب المذهبي والخطاب السياسي المتوتر بين أفرقاء النزاع». وعلق عضو كتلة «المستقبل»، النائب محمد قباني، على أحداث عائشة بكّار مديناً، لأنه «أمر خطير ومرفوض. وفي السياق نفسه، طالبت «جبهة العمل الإسلامي» الدولة بعدم التراخي في حفظ الأمن والحفاظ على أرواح الناس «التي زهقت لأسباب تافهة»، داعية إلى إجراء تحقيق في ما حصل وملاحقة الفاعلين ومعاقبتهم.وبدوره، أسف الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، اريك شوفاليه «للمواجهات التي وقعت الأحد في بيروت»، كما دعا «جميع الأطراف إلى التحلّي بحسّ من المسؤولية»، معلناً أن بلاده «تدعم الرئيس ميشال سليمان والقوات المسلحة اللبنانية».
(الأخبار)