زغرتا ـــ فريد بو فرنسيس«من فرّقتهم السياسة، تجمهعم البلدية. نشيع أجواءً من الأخوة والإلفة بين الشبيبة. نعزّز نسج حوارات بعيدة عن السياسة بين الشباب». بهذه العبارات، يشرح الياس جنيد، صاحب إحدى الاستراحات في بلدة حرف إرده، قضاء زغرتا، تبعات القرار الذي اتخذه مجلس بلدية إرده بتوزيع الإنترنت مجاناً على استراحات المنطقة كي يستفيد منها أكبر عدد من الشبيبة. فقد حددت البلدية الأماكن الثلاثة لاستراحات كبيرة، تستقطب شبيبة القرية دائماً، تقع اثنتين منها داخل بلدة حرف إرده، بينما تقع الثالثة على طريق عام بلدة إرده، قرب العين الأثرية للبلدة، حيث المقر الدائم لتجمع الشبيبة. بعد تحديد تلك النقاط الثلاث، عمدت البلدية إلى تثبيت جهاز لتوزيع الإنترنت المجاني للشبيبة على أعمدة بالقرب من تلك الاستراحات، بحيث يكون بثها أقوى، ما عاد بالفائدة على بعض المنازل القريبة من مواقع الأجهزة، التي أصبح بإمكان أهلها الولوج إلى شبكة الإنترنت من دون أن يرتب ذلك عليهم تكاليف مادية إضافية. النتيجة: تغيرت حركة الاستراحات التي يلتقي بها الشبيبة في بلدتي إرده وحرف إرد، ونشطت لتصبح مليئة بالحيوية.
ريتا عوكر، وهي طالبة في مهنية خاصة، جذبتها الفكرة وعوّدتها التردد على إحدى تلك الاستراحات، ما يدفعها للثناء على خطوة البلدية «إن البلدية خطت خطوة هامة ومميزة بين قريناتها من بلديات قرى قضاء زغرتا، لأنها وفرت لنا الإنترنت مجاناً، وخاصة بالنسبة إلى الطلاب، الذين سيوفّرون مصاريفهم لغايات أخرى. كما أنها عزّزت بهذه الخطوة اللقاءات الدورية للشبيبة الذين يتابعون في أغلب الأحيان دروسهم جماعياً، وسهّلت عليهم الحصول على المعلومات عبر الإنترنت براحة وسرعة ووفر، وهي في الوقت عينه قتلت الضجر والروتين اللذين كان يعانيهما الشبيبة في البلدة». أما جيزيل جبور، وهي موظفة في القطاع الخاص، فبعدما أشارت إلى أن تلك هي المرة الأولى التي تقصد فيها استراحة من هذا النوع، فقد أعجبتها التجربة وأكدت أنها ستعيد الكرة قائلة «لقد أحببت الفكرة جداً، وسأكرر المجيء إلى هنا باستمرار كلما سنحت لي الظروف، وخاصة أن النشاطات الشبابية كلها غائبة دائماً عن البلدة، وأتمنى أن توسع البلدية من النشاطات التي تعنى بالشبيبة لأنها بذلك تكون قد سهلت عليهم تمضية الصيف جيداً».
بلدية إرده استطاعت بهذه الخطوة أن تخلق جواً أليفاً وتقارباً واضحاً بين الشبيبة في البلدات والقرى التي تضمها، بالإضافة إلى دعمها لهم من خلال توفير خدمة الإنترنت مجاناً، وبالتالي مساعدتهم على إجراء أبحاثهم، والترفيه عن أنفسهم على حد سواء، كما يشرح رئيس البلدية بالتكليف ميشال سعد قائلاً: «إن هذه الفكرة جاءت تجسيداً لمطالب الشبيبة في البلدة، ونحن نسعى قدر الإمكان إلى خلق مثل هذه الأجواء التي تهم الشبيبة وتبعدهم عن الأجواء المتشنجة».


الدورة الاقتصادية تنتعش

أشار صاحب إحدى الاستراحات، عصام عبيد، إلى أن «عملنا تحسن في الاستراحة جيداً، وخاصة في فترة المساء، حيث يأتي الشباب بكثرة مصطحبين معهم أجهزة الكومبيوتر ويجلسون ساعات طويلة يجرون أبحاثهم. وهو أمر ينتج منه تزايد في الطلب على المشروبات الغازية وعلى النراجيل والشوكولا، وغيرها من الطلبات». الوضع لا يختلف كثيراً في الاستراحتين الباقيتين في حرف إرده. إذ يؤكد صاحب إحداهما، الياس جنيد «أن وجود الإنترنت المجاني في الاستراحة قد استتبع المزيد من الحركة داخل الاستراحة، وخاصة أثناء المساء، وأن كل وسائل الترفيه والراحة أصبحت مؤمنة فيها الآن». أما أمين عساف صاحب الاستراحة الأخيرة في البلدة، فيشير إلى أن المشكلة الوحيدة الباقية هي مشكلة الكهرباء التي لا يزال انقطاعها يؤثر كثيراً على حركة الاستراحة، واعداً بأنه «بصدد حل هذه المشكلة عن طريق تركيب بطاريات خاصة تؤمن عدم انقطاع التيار الكهربائي عن جهاز الإرسال الخاص بالإنترنت».