انطلقت المرحلة الأولى من الامتحانات المهنية لشهادة البكالوريا الفنية ـــ قسم المحاسبة والمعلوماتية (BT3) وسط أجواء هادئة وإجراءات أمنية طبيعية. وبينما يمتحن طلاب المهني على الأراضي اللبنانية كلها، منذ أول من أمس، واكبت «الأخبار» امتحانات الطلاب في محافظة البقاع
البقاع ــ رامح حمية
توزع طلاب المهني على مراكز ثلاثة كانت مديرية التعليم المهني والتقني قد خصصتها لتقديم الامتحانات الرسمية في البقاع، وهي معهد الشيخ محمد يعقوب التقني في بعلبك ومدرسة زحلة الفنية، ومركز عمر المختار في البقاع الغربي.
في مركز بعلبك، بدأت الامتحانات بداية طبيعية وإجراءات أمنية اعتيادية، حيث تجمع الطلاب وأهاليهم عند مدخل المركز منذ الصباح الباكر، وبلغ عدد الطلاب الإجمالي في المركز 276 طالباً، فيما اقتصر عدد الغياب على 34 تلميذاً، وسجلت حالتا انسحاب. وقد امتُحن الطلاب يوم أول من أمس في مواد المحاسبة التحليلية واللغتين الفرنسية والإنكليزية، وتفاوتت آراؤهم في مستوى الأسئلة المطروحة في المواد الثلاث. فمنهم من وجد مسابقة المحاسبة التحليلية «سهلة، لكن تحتاج إلى وقت»، وآخرون «هيني كتير بس بدها شوية تركيز»، فيما عبّرت الطالبة إحسان عن استيائها العارم لأن أحد الأسئلة قد تناول موضوع «الربح المؤجل» الذي «لم يشرحه أستاذ المادة» كما تروي، وهو ما أكده زملاؤها في المدرسة الفنية التي ترتادها. أما عن مسابقتي اللغتين الفرنسية والإنكليزية، فقد وجد الطالب حسين الحجيري أنهما «صعبتان» وأنه كتب فيهما «ما تيسر» بعدما نجح في تلقي بعض المساعدة من إحدى زميلاته. ولعل أكثر ما أجمع عليه الطلاب هو الهدوء الذي رافق اليومين الأولين من الامتحانات والرقابة «المريحة» التي تساعد كثيراً على «التركيز والتمعن بالأسئلة».
في اليوم الثاني، وفي مدرسة زحلة الفنية، لم يختلف الوضع كثيراً عن بعلبك لناحية الهدوء. أمام مراكز التقديم، تجمع بعض الآباء والأمهات في أماكن مختلفة، محاولين قتل توترهم بتبادل الأحاديث، بانتظار خروج أبنائهم. منهم من استظل بشجرة هنا أو حائط هناك، أمكنة كان العنصر الأساسي في اختيارها إطلالتها على البوابة الرئيسية، بغية مراقبة أول طالب يخرج من قاعة الامتحانات، والإسراع نحوه للاستيضاح في مدى صعوبة أو سهولة المواد التي يُمتحَن الطلاب بها. عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، بدأ بعض الطلاب بالخروج. سارع الأهالي بلهفة كبيرة في التجمهر وإطلاق سيل من الأسئلة «بأي غرفة كنت؟ شفتلي علي كيف عم يعمل؟ انشالله المسابقات هينة؟ شو إجاكن؟» أتت إجاباتها مختصرة ومتفاوتة بين طالب وآخر، فمنهم من رأى أن مسابقة الاقتصاد بحاجة إلى وقت أكثر، «سهلة بس بدها شوية وقت، ما لحقت بمسابقة الاقتصاد أكتب سؤال»، ومنهم من أكد لأهله أنه «سكّرها»، فيما اكتفى البعض الآخر بالإجابة «عملت منيح، ماشي الحال».
ورغم تفاوت آرائهم، إلا أن الطلاب الممتحنين قد أجمعوا على أن مسابقة القانون كانت «صعبة» من حيث موضوع المسألة القانونية المطروحة، إذ ردد معظمهم قائلين: «ما كنا متوقعين أن تأتي المسألة عن الشيكات، بل عن الشركات التجارية»، التي «تحتاج إلى الكثير من التركيز لدقة الحيثيات القانونية فيها» كما أكدت الطالبة غزالة حمية. أما مسابقة العلوم (كيمياء ـــــ فيزياء) فقد أكدت الطالبة فرح صقر أنها «منيحة وأسئلتها أتت متشابهة قليلاً مع الشامل» متوقعة النجاح بهذه المادة التي رأى زميلها سامر مظلوم أنه «لا بأس بها».
تستمر امتحانات المرحلة الأولى لاختصاص المحاسبة والمعلوماتية بكالوريا فنية حتى يوم الخميس 2 تموز، وتشمل امتحان الطلاب بالمواد المحاسبية والرياضيات والرياضيات المالية والعلوم الاجتماعية.


المرحلة الثانية... ثابتة
تبدأ المرحلة الثانية من الامتحانات يوم الجمعة القادم، وتمتد لأربعة أيام، لتشمل امتحان طلاب الامتياز الفني لاختصاص مراجعة وخبرة، وطلاب البكالوريا الفنية لاختصاص البيع والعلاقات التجارية. «صرنا جاهزين ومستعدين تماماً، بدنا نخلص بقا»، كما تقول الطالبة أمل حمية (بيع وعلاقات تجارية)، لتؤكد زميلتها فاطمة حيدر أحمد أنها تتواصل وزملاءها في اختصاص المحاسبة والمعلوماتية لتستشف منهم «كيف حيكون الجو عنا بعد كام يوم». الطالب علي سلمان (امتياز فني) أكد أنه أكمل استعداداته وبات في مرحلة المراجعة، فيما أكد أن «الأجواء المريحة التي نراها في المرحلة الأولى من الامتحانات تنعكس إيجاباً علينا» ليختم «واللي بيجي من الله منيح».