البداوي ــ عبد الكافي الصمدوحدهم الأطفال يملكون القدرة على التعبير عن مشاعرهم بلا تحفظ لأنهم يعمدون إلى ترجمة كل ما يخطر في بالهم من أفكار وآراء في اللوحات الفنية المعروضة". بهذه الكلمات تشرح مسؤولة قسم الفنون في روضة غسان كنفاني في مخيم البداوي سناء خليل، ما جسّده تلامذة الروضات في مدارس مخيمي البداوي ونهر البارد من تطلعات وهواجس، خلال مشاركتهم في المعرض السنوي الذي افتتحته مؤسسة غسان كنفاني الثقافية أمس، في أغلب المخيمات الفلسطينية في لبنان.
كلام خليل تعبر عنه أيضاً رسوم التلامذة المنتشرة على جدران الطبقتين الأولى والثانية من مبنى روضة غسان كنفاني. رسوم لم تقتصرعلى موضوع واحد بعينه وإن حضرت القدس وخريطة فلسطين في معظمها، كما ارتبط بعضها بمفهوم الـ"home" أو البيت. هذا المفهوم يعني وفق خليل "الإنتماء بمعناه المطلق أي ليس إلى مكان محدد فحسب، وعلى هذا الأساس تركنا للأطفال حرية التعببرعن أفكارهم، بعدما طرحنا عليهم فكرة المشروع، الذي يحمل كل سنة عنواناً مختلفاً، وخصوصاً أنّهم اكتسبوا لفترة غير قصيرة تقنيات الرسم مثل استخدام الريشة، ومزج الألوان وغيرها من الأساليب الفنية".
تقف ريان شهابي (5 سنوات)، أمام لوحتها في المعرض حيث تتحمس للحديث عن عملها المشترك مع صديقاتها وهو عبارة عن "حديقة بدي حطها في بيتي"، كما تقول. لكن لوحتها وباقي اللوحات لن تنتقل إلى بيت ريان، بل ستبقى حسب خليل "معروضة في المكان حتى العام المقبل". وفي هذا الصدد، يذكر أنه سيتم بيع بعض اللوحات على أن يعود ريعها للتلامذة والمؤسسة.
وتوضح خليل أنّ "المشاركين في المعرض هم تلامذة مرحلة الروضات الذين تراوح أعمارهم بين خمس وست سنوات، وقد بلغ عددهم هذه السنة 80 تلميذاً من بينهم 38 تلميذاً أتوا من مخيم البداوي و42 تلميذاً من مخيم نهر البارد". وتشير خليل إلى أن "خمسة مدرسين لمادة الفنون الجميلة أشرفوا على تدريب التلامذة لفترة امتدت نحو 6 شهور، كانوا يتلقون خلالها التدريبات مرة أو مرتين في الأسبوع".
بدورها، لفتت المشرفة على روضة غسان كنفاني في مخيم البداوي سميرة اليوسف إلى أن مفهوم الـ"home" أو الإنتماء "إختلف بين تلميذ وآخر؛ ففي حين رأى بعضهم أن بيت أهله أو جدته أو ألعابه أو وطنه يمثل الإنتماء والأمان بالنسبة إليه، كان تلامذة مخيم نهر البارد يعكسون في رسومهم حزناً ومرارة ظاهرتين، وخصوصاً أن بعضهم عندما فقد بيته يعيش مع أهله في كاراج، ما جعلهم يفرغون أحلامهم ومشاعرهم بشكل إسترعى انتباه الزوار".