سليم علاء الدينلم يكن عمر الخالد، من بلدة كفرحمام الجنوبية، المقاوم الوحيد في عائلته. إذ اعتقل الصهاينة أخاه الأكبر وليد عام 1984 بتهمة الانتماء إلى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، واستشهد أخوه الآخر يحيى عام 1987 في إحدى عمليات الجبهة.
انتسب عمر إلى الجبهة في 1988، وشارك في دورات تدريب وعمل سري في مراقبة العدو ونقل السلاح إلى المقاومين والمشاركة في بعض العمليات. في الرابع من نيسان من العام نفسه، قامت قوات العدو بحملة اعتقالات واسعة في منطقة العرقوب، شملت نحو 100 شاب كان عمر بينهم، وكان آنذاك في السادسة عشرة من العمر.
في معتقل الخيام، بدأت رحلة جديدة من المعاناة تمثلت بحجز الحرية والتعذيب الجسدي، كالتعليق على عمود الكهرباء والصدمات الكهربائية في الأماكن الحساسة، إلى جانب سكب المياه الباردة والساخنة في الوقت نفسه على جسده. ولا ينسى عمر التعذيب النفسي، إذ أحضر عملاء الجيش الإسرائيلي ابنة عمه وبدأوا تعذيبها أمام عينيه، ضرباً وشتماً وتهديداً بالاغتصاب.
أُنزل عمر في زنزانة إفرادية لثلاثة أشهر متتالية في الفترة الأولى لاعتقاله، ثم نقل إلى أخرى جماعية، وكان يعود إلى الزنزانة الإفرادية على فترات متلاحقة. شارك في انتفاضة معتقلي الخيام في 1989 احتجاجاً على عدم مراعاة الحالات الإنسانية بين المعتقلين، ولم يُفرج عنه إلا بحلول 1992. لم يكن الإفراج مرادفاً للحرية، إذ وضع تحت الإقامة الجبرية داخل الشريط الحدودي، وبدأ الاحتلال وعملاؤه بالضغط عليه من أجل التعامل معهم، لكنه رفض رغم تهديدهم بإعادته إلى السجن. وتمكن من الخروج من المنطقة عبر القوات الدولية، بعد ثلاثة أشهر من الإفراج عنه.
يعيش عمر اليوم معتمداً على حرفة تعلمها بعدما رفضت الدولة اللبنانية احتضانه والكثير من زملائه الأسرى السابقين.