الضنية ـــ عبد الكافي الصمدبعد نحو سنتين على اختفاء الطفلة ضحى محمود السكسك (كان عمرها حينذاك 3 سنوات)، من أمام منزل جدها في بلدة كفرشلان ــــ الضنية، شهدت العائلة والبلدة نفساهما حادثة اختفاء شابة أخرى، تدعى هبة خالد السكسك (مواليد 1988 من بلدة كفرشلان)، وتسكن مع والدها في بلدة عزقي المجاورة. فقد أبلغ ذوو الأخيرة القوى الأمنية أن ابنتهم اختفت منذ 22 يوماً، وأنهم لا يعلمون عنها شيئاً منذ ذلك الحين.
ورجّح مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن تكون الفتاة قد «ذهبت خطيفة مع أحد الشبان بقصد الزواج»، لكنه لفت إلى أن «أيّ معلومات عنها غير متوافرة بعد، باستثناء رؤية شهود عيان إيّاها ترعى الغنم والماعز قرب بلدة القلمون جنوبيّ طرابلس، وأفادوا أنهم رأوا فتاة من العرب تركب سيارة أجرة وتذهب باتجاه العاصمة».
ومع أن المصدر الأمني أوضح أن التحقيقات مع أهلها كشفت أنها تعاني وضعاً نفسيّاً مضطرباً، وأنها تشرد كثيراً، كشف أقرباء لها لـ«الأخبار» أن «مشكلة وقعت بينها وبين زوجة أبيها قبل اختفائها، وأن خوفها من معاقبة والدها لها قد يكون دفعها للهرب من المنزل واللجوء إلى أحد أقاربها».
وأشار أقرباء السكسك إلى أن «والدها طلّق والدتها التي تزوجت بآخر منذ نحو 15 سنة، وأنها بدورها فسخت خطوبتها من شاب قبل نحو ستة أشهر، بعدما كانت قد ارتبطت به لنحو سنتين، وأن ذلك ترك أثراً سلبياً على نفسيتها، وخصوصاً أن أحد الشهود العيان أفادنا أنه وجد فتاة تشبهها بأوصافها وهي تبكي قرب بلدة القلمون، وأنه أعطاها مبلغاً من المال بعدما طلبت منه ذلك».
واستبعد أقرباء السكسك أن تكون ابنتهم قد ذهبت خطيفة مع أحد الشبان، «لأن العادات عندنا تقضي أن من يخطف فتاة يرسل أحد أقربائه أو الوجهاء لحل الموضوع، وهذا لم يحصل حتى الآن»، مرجّحين أن تكون موجودة عند أشخاص طلبت منهم أن تختبئ عندهم لفترة.
وأمل أقرباء السكسك ألّا تكون قد تعرّضت لأذى، وهم، عدا إبلاغهم مخفر درك سير ـــــ الضنية بالأمر، ناشدوا من يعرف عنها شيئاً إبلاغ القوى الأمنية أو الاتصال على الرقم 704889-03.
وتجدر الإشارة إلى أن قضية الطفلة ضحى السكسك (5 أعوام) لا تزال قيد التحقيق لدى القوى الأمنية منذ اختفائها في آب 2007، لكن من دون التوصل إلى أي تقدم في التحقيق، باستثناء المعلومات غير المؤكدة التي كانت قد أشارت في ذلك الحين إلى أنها قد تكون اختُطفت على يد مختصين بالاتجار بالأطفال، وبأنهم نقلوها إلى سوريا. ورغم أن أي تأكيد سوري رسمي لهذه المعلومات لم تتسلّمه القوى الأمنية اللبنانية، فإنّ هذه الفرضية بقيت سائدة في الأوساط الأمنية. ويؤكد مسؤولون أمنيون أن حوادث اختطاف الأطفال لا تمثّل نمطاً جرمياً في لبنان، مشيرين إلى أن هذه الحوادث تبقى في الإطار «الفردي».


خطف واختفاء

أبلغت القوى الأمنية خلال الأيام الأربعة الماضية حادثتي خطف. في الأولى، أبلغ مواطنون القوى الأمنية أن 4 أشخاص مجهولين اختطفوا فتاة مجهولة الهوية في منطقة أبي سمرا في طرابلس، وفرّوا إلى جهة مجهولة، مشيرين إلى أنهم يستقلون سيارة من نوع رينو زجاجها مموّه بحاجب للرؤية، علماً أن الحادثة وقعت عند الساعة الثانية من بعد الظهر. وأمام فصيلة جسر بيروت، ادعى جندي في الجيش اللبناني أن والده (من مواليد عام 1948) غادر منزله الكائن في منطقة النبعة ـــ شارع الغيلان، قبل نحو 12 يوماً، من دون أن يعود إلى المنزل بعد. وأكّد المدعي أن الوضع الصحي لوالده جيد، وأنه لا خلافات بينه وبين أي شخص.