حلا ماضييُعتبر الخوف إحدى أهم المشكلات السلوكية لدى الأطفال، التي ترجع إلى أسباب «غامضة» بالنسبة إلى الأهل. لكنّ الباحثين والمعالجين النفسيين المتخصصين بمعالجة الأطفال، يؤكدون أن الخوف لدى الصغار، إنما ينشأ نتيجة للصراع القائم بين تطور شخصية الطفل الذاتية وشخصيات الأهل والمدرسين والمحيطين وانطباعاتهم.
في هذا الإطار تشير أستاذة علم التربية في «كلية الآداب» في «الجامعة اللبنانيّة» الدكتورة سمر الزغبي إلى أنّ لدى كل طفل مخاوف، إلا أن المبالغة فيها هو ما يثير القلق ويبعث على الأذى لدى الأطفال.
ترى الزغبي أن لجوء بعض الأمهات إلى القسوة والشدة والتخويف لردع أطفالهن عن القيام بأمور معينة، إنما هو سلوك يؤدي إلى تفاقم الشعور بالخوف. وتشدد الزغبي على أهمية أن يشعر الطفل بالأمن والطمأنينة في سنوات حياته الأولى لينشأ بصورة سوية.
تلفت الزغبي أيضاً إلى أن الخوف قد ينشأ من خلال ممارسة يتبعها الأهل، وهي التهديد المتكرر بالعقاب إذا لم يستجب الطفل لأوامرهم أو طلباتهم، أو أن يكون نتيجة تهديد الأم بترك طفلها وحيداً.
كما أن للأساطير الشائعة عن الوحوش والغيلان دورها البارز في تفاقم الشعور بالخوف عند الأطفال، وخاصة هؤلاء الذين يتميزون بالخيال والقدرة الفائقة على التصور. غالباً ما تدهم الطفل تلك المخاوف عندما يكون وحيداً، وتتلاشى بمجرد وجوده مع أمه.
على الأهل إغداق العطف والحب والحنان على طفلهم، وأن يحاولوا أن ينزعوا تدريجياً المخاوف من قلبه. فإذا كان الطفل يخشى النوم في الظلام، فلا مانع من ترك إضاءة خافتة، ومداعبته عن طريق اللعب بالإضاءة. أما إذا كان يخشى الكلاب، فمن الممكن أن يريه أهله صور أطفال آخرين يتعاملون مع الكلاب ويلاعبونها، وبالتدريج سيقتنع الطفل بذلك من تلقاء نفسه ويفارقه الخوف. إذا كان الطفل يخاف من بعض الآلات الكهربائية، فيمكن أن ندربه على اللعب بإحدى قطعها حتى يعتادها شيئا فشيئاً، وتصبح مألوفة لديه. على الأهل أن يتذكروا دائماً قدرة الطفل على التخيل والتصور، وأن يستفيدوا من الأمر كما تنصح الزغبي.