حسن محمد صائغإنّ حقي في الحياة كمواطن لبناني لديه حقوق وعليه واجبات، قد أوجبني مخاطبتكم مباشرة. كذلك كرامتي كمغترب لبناني قرر العودة إلى أرضه التي تحررت بفضل نصر المقاومة المؤمنة ودعم جيشنا الباسل، لأجل المساهمة بقدر مستطاعي في إنماء منطقتنا الجنوبية المحرومة، وإيجاد فرص عمل لشبابنا وبناتنا.
قضيتي العالقة بسيطة جداً، لكنها أصبحت معقدة فجأة! إنني مواطن من بلدة قانا الجليل، جئت مع أولادي لأجل بناء مشروع صناعي إنتاجي ضمن منطقة برج الشمالي العقارية المحاذية لمنطقة حوش عين بعال العقارية، في أرض أملكها ورقم العقارين: 1201 ـــــ 1202، والتي كانت مصنّفة زراعية، ولقد فُُرزت أخيراً كل الأراضي المحيطة بأرضي إلى مناطق سكنية ومشاريع إفراز، وللأسف المحزن استُثنيتُ مع جيران قرب أرضي أيضاً، بحثت عن السبب لحرماني وإبعادي، فوجدتني محاطاً بأشباح السماسرة والنفعية، ومَن يعتبرون لديهم تبعية قد أعطوا لمحاسيبهم حق الفرز بنسبة 80 في المئة من مساحة المنطقة العقارية المذكورة، والباقون حُرموا ومنهم العبد لله من أخذ حقي في التصنيف!
لذا، أناشدكم إنسانياً لإنقاذنا من براثن هؤلاء السماسرة والمحسوبيات ومتاهة النفعيات. عشت في غربتي البعيدة ملتزماً بالقوانين المرعية لكل بلد أفريقي وأوروبي، وأحترم دستور وطني الحبيب لبنان وقوانينه، وعلى استعداد تام لدفع الضرائب والرسوم المتوجبة للدولة اللبنانية، ولكنني لا أريد أن أدفع قرشاً واحداً في الخفاء أو بالحرام، مع أنني سابقاً قد دفعت وساهمت مثل كل مغترب جنوبي براحة ضميري ورضى نفسي وعقيدتي للدفاع عن جنوبي المحتل آنذاك.
إنه ندائي الأخير لكم، لأنكم القيّمون على منطقتنا الجنوبية المحرومة من إنماء صناعي إنتاجي، وكلنا ثقة بكم وبمواقفكم المشهودة بالأمانة والكرامة والنصر والتحرير. ترى هل تسمعون صرختي وندائي الإنساني؟ أريد العودة إلى وطني، هل تقبلونني مواطناً عاملاً؟