ماري نويل الخوريصدر المرسوم 223 بعد أعوام طويلة من الانتظار والشوق. صدر القرار وهو يقضي بتفريغ 686 أستاذاً متعاقداً في الجامعة اللبنانية. وأتى اليوم المنتظَر، فانفرجت الأسارير ولمعت العيون وتنفس أساتذتنا الصعداء؛ هذا وكان من المفترض أن يتفرغ هؤلاء منذ أعوام سابقة لكن القرار أتى متأخراً... ولكنه أتى وهذا هو الأهم.
بيد أن السؤال بقي: لمَ لم يُفرّغ الأساتذة الباقون الذين يستوفون الشروط الأكاديمية والقانونية؟ سؤال سيبقى برسم الإجابة.
مضى عام على الظلم وها هم الأساتذة المتعاقدون يعاودون المطالبة بحقهم الطبيعي بالتفرغ. تسعة أشهر من التحرُّك والنشاطات المستمرة، قد يخالون ليلهم نهاراً وهم لا يعرفون الكلل ولا الملل.
أجل، مضى عام وأصحاب الحقوق حريصون على نيل هذه الحقوق التي تتوِّج مسيرة فكر ونضال على درب الثقافة، خدمة لمعرفة الفرد والجماعة ورقيهما. مضى عام ولم ييأس هؤلاء الأساتذة، بل على العكس، تراهم حاملين في قلبهم وفكرهم شعلة الأمل بواقع أفضل وغد أكثر إشراقاً وإنصافاً للإنسان.
مضى عام والنفوس تتوق إلى معانقة براعم الازدهار وثمار التقدم في وطننا العزيز؛ أولسنا في فصل الربيع حيث ترتدي الطبيعة أبهى حلاها فتُبهج الأنظار وتبعث الرجاء في القلوب؟
مضى ربيع 2008 وأصبح في طي الزمان ولكن ليس النسيان. عسى أن يحمل ربيع 2009 في طياته البشرى السارة لحوالى 230 أستاذاً يستحقون أن يشاهدوا انبلاج الفجر بعد سنوات عديدة من الصبر.