بعلبك ــ علي يزبكصيدا ــ خالد الغربيوقد عمل عمال بلدية بعلبك والدفاع المدني على نشر الأشجار لإزالتها من الشارع، بعدما كانت قد قطعت الطريق الرئيسية المؤدية إلى رأس العين. كذلك قطعت شركة كهرباء لبنان التيار الكهربائي عن المدينة لمدة ساعتين نتيجة قطع الأشجار لبعض الأسلاك وتخوفاً من حوادث. وقد أوقفت العاصفة عمل المطاعم والمقاهي الصيفية على طول مجرى نهر رأس العين، خشية سقوط المزيد من الأشجار.
كذلك وقعت أشجار، وبالطريقة نفسها وفي المكان ذاته، خلال الاعوام المنصرمة. وقد أدّت الرياح العاتية أيضاً إلى إلحاق أضرار في كروم العنب المزهرة. ويؤكد نصري الجبلي (ثمانون عاماً) من نحلة أنه لم يشهد طوال سني عمره مثل هذه العاصفة. وقال: كانت تأتي رياح الخماسين، ولكن ليس بهذه القوة والتقلب. وبرأيه، يرجع ذلك إلى التقلبات المناخية التي بدأت تؤثر على لبنان حيث تغير كل شيء، وغابت الفصول التي كنا نتغنى بها، وبتنا لا نعرف متى تمطر ومتى تصحو.
وفي صيدا، أدى غضب الطبيعة إلى حصد ثلاثة جرحى وإلى أضرار مادية جسيمة، بينما سلم آخرون من شرورها. فقوة الرياح العاتية التي هبت على المدينة أمس لم تترك شارعاً أو حياً أو حتى مبنى إلا ألحقت به ضرراً. هكذا، راح المواطنون يسيرون كمن يجري في حقل ألغام، محاولين تفادي خطر تطاير الزجاج والحجارة في الشارع الرئيسي. وفي مكان آخر، تساقطت أسلاك كهربائية وقناديل أعمدة الكهرباء. وفي شوارع أخرى كان خطر اقتلاع الأشجار على جوانب الطرق جاثماً، وهو أمر حصل على نطاق واسع، فيما راحت كثبان الرمل تعلو، ومعها كانت الأوراق والنفايات ترتفع ثم تسقط أرضاً. لكن المشهد الأكثر خطورة تمثل بحبس الناس أنفاسهم وهم يشاهدون عموداً للإرسال على مبنى في شارع فخر الدين قد انحنى للعاصفة، وكاد يسقط بطوله وحديده الصلب من ارتفاع شاهق، لكنه لم يسقط على الرغم من تهالكه، ولو سقط لكان هناك كلام آخر. أما مئات الكراسي والطاولات المنتشرة على الكورنيش البحري في المدينة والعائدة لأصحاب المقاهي الشعبية فقد آلت إلى التحطم، وكان المشهد كأن ثمة مجزرة وقعت في صفوفها. وقد أتت العاصفة على صور المرشحين للانتخابات النيابية فتحطّمت البانوهات، ما جعل أحمد القبرصلي يعلّق بأن «العاصفة تهبّ مرتين على لبنان، اليوم (أمس) ويوم الاقتراع».